أثارت مساعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعادة روسيا إلى مجموعة الدول السبع الكبرى بوادر خلاف حاد، قبل أشهر من انعقادها.
فقد اعترضت كل من كندا وبريطانيا على المقترح، بالتزامن مع مضي ترامب في اتصالاته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
والاثنين، قال رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو إن بلاده لا تؤيد عودة روسيا إلى مجموعة الدول السبع الكبرى مثلما اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مطلع الأسبوع، "لأنها تواصل انتهاك القانون الدولي"، بحسبه.
وأبلغ ترودو مؤتمرا صحفيا "روسيا جرى استبعادها من مجموعة السبع بعد أن غزت القرم قبل عدد من الأعوام، واستمرارها في عدم احترام وخرق القواعد والأعراف الدولية هو السبب في أنها باقية خارج مجموعة السبع، وهي ستستمر في البقاء خارج المجموعة".
بدوره قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الاثنين، إن لندن لن تؤيد إعادة ضم موسكو عضوا في مجموعة السبع لكن قرار اختيار الزعماء التي ستتم دعوتهم كضيوف يرجع للدولة التي تستضيف أي قمة.
وذكر المتحدث أن رئيس الوزراء سينتظر ليرى ما الذي اقترحته الولايات المتحدة.
وقال للصحفيين: "سندقق في تفاصيل ما تقترحه الولايات المتحدة. ومن المعتاد أن تدعو الدولة التي تتولى رئاسة مجموعة السبع زعماء آخرين للمشاركة في القمة بصفتهم ضيوفا".
وأضاف: "تم استبعاد روسيا من دول مجموعة السبع بعد ضمها للقرم في (2014) ولم نر بعد أي دليل على تَغير سلوكها بما يبرر إعادة انضمامها... ولن نؤيد إعادة ضمها عضوا في المجموعة".
في تلك الأثناء، قال الكرملين إن ترامب أبلغ بوتين خلال اتصال هاتفي، الاثنين، بخطته لعقد قمة موسعة لمجموعة السبع في وقت لاحق هذا العام.
وناقش الزعيمان أيضا اتفاق مجموعة أوبك+ بشأن تخفيضات انتاج النفط وكيف أنه يؤدي إلى استقرار الأسعار في أسواق الخام.
وكان الرئيس الأمريكي قد قال السبت إنه سيؤجل قمة مجموعة السبع التي كان يتعشم عقدها الشهر المقبل إلى سبتمبر أيلول أو فيما بعد كما قام بزيادة قائمة المدعوين لتشمل أستراليا وروسيا وكوريا الجنوبية والهند.
وقال الكرملين إنه يحتاج إلى معرفة المزيد من التفاصيل قبل الرد على اقتراح ترامب دعوة روسيا لحضور قمة مجموعة الدول الصناعية السبع لكن الرئيس فلاديمير بوتين يدعم الحوار بشأن هذا الأمر.
وقال ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين: "الرئيس بوتين مؤيد للحوار في كل الاتجاهات، لكن في هذه الحالة، ومن أجل الرد على مثل هذه المبادرات، نحتاج للحصول على قدر أكبر من المعلومات، غير المتاحة لنا للأسف".
وأضاف: "لا نعرف تفاصيل هذا الاقتراح بعد، لا نعرف إن كان رسميا" وأضاف أن موسكو تحتاج لمعرفة ما يتضمنه جدول أعمال الاجتماع المقترح وأسلوب تنظيمه قبل أن ترد.
وقال بيسكوف إن تنظيمات أخرى مثل مجموعة العشرين أتاحت لروسيا منبرا لبحث القضايا الدولية مع دول أخرى.
وأضاف: "هناك آليات مريحة للغاية وفعالة لجميع المشاركين من أجل الحوار الدولي مثل مجموعة العشرين التي تسمح للاقتصاديات الرائدة في العالم ببحث القضايا الأكثر إلحاحا".
ويعتقد بعض المحللين الروس أنه يتعين على موسكو التشكك في دعوة ترامب المحتملة.
وقال ديميتري ترينين مدير مركز كرنيغي في موسكو والكولونيل السابق بالجيش الروسي "نية ترامب دعوة بوتين كضيف على مجموعة السبع لا معنى لها بالنسبة لروسيا. فهي لن تلقى سوى اللوم ولن تحقق أي مكسب. هذه الصفحة يجب أن تظل مطوية".