ميمونة بنت محمد أمبارك ليست أكاديمية ولا سيدة أعمال؛ وليست أوروستقراطية من مجتمعنا القبلي الطبقي؛ ولا تعني لها تلك إنتماءات الجهوية شيئا.
إنسانة مسالمة؛ طيبة؛ وفية لمبادئها وقناعتها، اختارت حب الناس عن معاداتهم؛ تحسبها غنية لتعففها، راضية بما تنتج يديها الشريفتين؛
عاشت حياة كريمة، مليئة بالعطاء، حافلة بالوفاء للوطن ولحزبها، دون أن تتلون طمعا أو خوفا أو محاباة لأي كان.
سُميت بالمعارضة - وكانت أحب الأسماء إليها- لا ابرستيجا ولا مكابرة؛ لأنها كانت تتمثل وتمثل قيم المعارضة الحقة؛ في زمن لا تزال فيه المعارضة جريمة؛
ناضلت ضمن الصفوف الأمامية لحزبها في وقت "مزال النضال ابمعناه" على حد تعبير الشيخة المعلومة؛ من أجل العدالة والعدالة الإجتماعية، والقضاء على الفوارق، و تكريس قيم المعارضة الديمقراطية؛ وتحقيق كل المبادئ و الأهداف التي تأسس عليها مشروع حزبها؛ وذلك خدمة لحلم كبدها مع غيرها من نساء الحزب الكثير من صنوف المعاناة من أجل الوطن؛
"أَمَيْنَه" المتصوفة؛ كانت رحمة الله علينا وعليها، في أحد الأيام تعاني من صداع شديد، وكان من حولها بعض أبنائها ووالدهم رحمة الله عليه؛ فأرادوا أن يختبروا مدى تعافيها؛ فقال أحدهم" إن حبيب الشعب يحضر نشاطا سياسيا بمقر التكتل بمقاطعة عرفات؛ فنهضت من بينهم؛ وكأنها لم تكن تعاني ألما؛ إنه تصوف داداهي في أبهى تجلياته.
قبل يومين من وفاتها، رغم التقدم في العمر والضعف؛ ذهبت إلى الرفيق عبد الله ولد مسعود لتسأله عن الحزب وأهله؛ وتشهده بأنها تسامح الجميع؛ رحمة الله عليها؛ وأدخلها فسيح جناته؛ وإنا لله وإنا إليه راجعون.
بقلم الشيخ سيد احمد ولد حيدا