اقتصادنا الوطني في خطر رسالة جديدة إلى فخامة رئيس الجمهورية

خميس, 07/09/2020 - 18:32

الحقيقة / أنواكشوط / بعد كل التقدير والاحترام لشخصكم الموقر ، حان الأوان سيدي الرئيس للإعلان عن استراتيجية وطنية جديدة لمحاربة الفساد والمفسدين ، ففي خطابكم الأخير إلى الأمة ، قلتم أنكم ستحاربون الفساد والمفسدين ، أرجو أن لا تألو جهدا لترجمة أقوالكم إلى أفعال من أجل ذلك .
سيدي الرئيس لاشك أن غياب الشفافية يشجع على الفساد ، وهو قوة مدمرة أشد المتألمين منها هم الفقراء والمساكين ، وآثار ذلك واضحة للغاية ،فالفساد يحرم المرضى من الدواء والعقاقير ويحول دون بناء المدارس وكل البنية التحتية إضافة إلى المشاريع الوطنية التي قد يستفيد منها المواطن وتقوي الاقتصادية الوطني ، كما يؤدي إلى انجراف الطرق تحت الأمطار ويهدر المال العام . وفي أكثر بقاع العالم هشاشة ،يقوض الفساد جهود تحقيق الاستقرار أو منع تكريس العنف والتطرف .

سيدي الرئيس إنني فخور بالتقدم الذي حققناه ،لكننا لم نكسب الحرب بعد ، وثمة المزيد الذي ينبغي القيام به ،علينا أن نكثف الجهود لمحاربة هذا الداء والسعي إلى المحافظة على النظام لدينا بزيادة الشفافية وتحسين الرقابة .
سيدي الرئيس قال رجل حكيم عندما سألوه عن متى يفقد الإنسان شرفه؟
فأجاب :
عندما يأكل من خيرات بلده وينتمي إلى بلد آخر .

أجل هذا هو حال الطبقة المفسدة والفاسدة في بلدنا ، يأكلون اليوم وسينتمون غدا إلى بلد آخر .
يخططون ، يدبرون ، يسعون لضرب كل الثوابت .
لذا لم يعد مقبولا ولا جائزا اليوم أن نغض الطرف عن من تغلغل الحقد في نفوسهم ، فقدوا حياء ضمائرهم ، أنعدم الحق والخير في قلوبهم ، وباتوا يصرون على إلحاق الضرر بالوطن ، فئة لاتهتم بمصالحنا و لا بأمننا ولا باستقرارنا وحتى لاتضع لذلك وزنا .
مجرد عصابة تسعى لنشر الفوضى في مجتمعنا الطيب الطاهر المتماسك والمخلص والوفي لبلده .
سيدي الرئيس يجب معاقبة هؤلاء المفسدون الفاسدين الذي يسعون في الأرض فسادا ، يدبرون يخططون لاستهداف الدولة ومؤسساتها ، هذا التدبير الخبيث لتخريب اقتصادنا الوطني وهدم أركان الدولة ، لم يكن الأوحد كما لم يكن الأخير ، فلدينا العديد من الأعداء ممن يتربصون بنا ويهدفون لتدمير وطننا ، إذ لم نتبه لذلك جيدا .
سيدي الرئيس فقد توارت النصوص الشرعية في الكتاب والسنة عن الفاسدين والمفسدين وبيان صفاتهم وأماراتهم ، ليكون الناس على بينة من أمرهم ،فيحذروهم ويدركوا العقلية المنحرفة والموازين المضطربة التي يتعامل بها هؤلاء المفسدون .
سيدي الرئيس قد تكاثر هؤلاء المفسدون في عصرنا الحاضر ، وتعددت راياتهم ،وتفننوا في إبتكار صنوف الفساد والإفساد في كل الميادين وكان وجودهم من الأسباب الرئيسية لتخلف الأمة وتردي مكانتها ، من أجل ذلك كان من الواجب علينا أن نتدارس صفاتهم بيانا للحقيقة ، وإيقاظا للأمة ،وتحذيرا من تغول المفسدين وطغيانهم في البلاد ، فالعلو والطغيان والاستكبار في الأرض صفات ملازمة للمفسدين والآيات القرآنية واضحة في ذلك ، ومن علامات هذا الغلو والطغيان تطاول المفسدين على الضعفاء وانتهاك كرامتهم وتعدي على حقوقهم .
سيدي الرئيس عليك بهؤلاء المفسدون الفاسدين فهدفهم الوحيد هو العبث بمقدراتنا ، ونشر الفوضى ، وهدم اقتصادنا ، ينثرون بذور الخراب ، يحرصون على نشر الفضائح ، يعززون من السلبيات ، لتشيع ثقافة الغربان ، لتنتشر روح اليأس والإحباط بين صفوف المواطنين وخلق روح التشاؤم حول المستقبل الاقتصادي للبلاد .

وفي الأخير سيدي الرئيس تقبلوا مني غاية الاحترام والتقدير

المواطن الغيور على وطنه
السيد : الغوث ولد بكالي مدون وكاتب .