ارحم ضعف نفسك يا ولد الشدو / سيدي علي بلعمش

سبت, 07/11/2020 - 07:52

يبدو أن الملياردير ولد الشدو ، من أشد المنزعجين من الإصلاح و المحاسبة ، لأنه - لا شك - سيكون على رأس المتضررين حتما لو وصلت الأمور حد "من أين لك هذا" لأنه لن يعرف حينها هل الأفضل له أن يعلن عن مصدره أو يخفيه.
لقد عرف ولد الشدو ثراء فاحشا في العشرية الأخيرة ، غصت به حتى واجهات شوارع جل العواصم الغرب إفريقية . و لا أدري هل يعود ذلك إلى بركات العشرية و عدالة نظامها كما يدعي ولد الشدو ، أو إلى شؤمها و انحراف وسائل الكسب فيها كما يقول الشعب الموريتاني برمته و كما تقول الوقائع الصارخة اليوم بما يخجل شعبنا أمام الأمم من ممارسات دنيئة ، تنسف سمعة مؤسساتنا المالية و تهدد بلدنا بالعزلة و الحصار.
اللجنة البرلمانية التي تستهزئ بدعوتها للص ولد عبد العزيز يا ولد الشدو و تصف عملها بالتآمر على إنجازات عشرية يخجل الخجل من ذكر اسمها، أنبل منك و أطهر منك و أجدر منك بالتقدير و الاحترام.
لا أحد يسيء إلى الشعب الموريتاني اليوم أكثر ممن يثني على المجرم ولد عبد العزيز ، دوسا على كرامة شعب استباحته عصابات نهبه المسعورة. و حين يفعلها من امتلأت جيوبه - لا أحد يعرف كيف - من فترة انحراف الممارسات و الثراء غير المشروع ، يرمي بنفسه في جحيم غضب شعبنا المكلوم بما يستدعي استصراخ السلطات القضائية لمحاسبته على التبجح بالدوس على جراح مأساة بلدنا المفتوحة.

يشير ولد الشدو بقصد أو بجهل لفنون التعبير (حين يتكلم عن "سربه")، إلى أن "الطيور على أشكالها تقع" ، في إهانة بالغة و اتهام خطير للرئيس ولد الغزواني ، ناسيا أنه لم يبق في سرب الغراب الأسحم ولد عبد العزيز إلا هو و لم يعد "يقع على شكله" إلا هو و لن يموت مثله، في سرب تطارده الفضائح لا يدري متى "يقع" في فخ إحداها ، إلا هو ...
و كما كان ولد الشدو يتلاعب بعقل ولد عبد العزيز المرتهن للإجرام، ها هو يقدم النصح لولد الغزواني كما لو كان يخاطب دمية من ورق أو طفلا يتيما تتربص به أقارب غير مؤتمنين ، منتهزين فرصة قصوره و سهولة التحايل عليه : "... و من المستحيل أن تنفذ بأيدي المفسدين الذين يوضِعون في خطب وده و عزله عن سربه ليخلو لهم وجهه فيستحوذوا عليه و يسخروه في خدمة مصالحهم و يقضوا عليه!"
هل يليق أن نخاطب من نكنُّ له أي قدر من الاحترام بمثل هذا الكلام، المُصنِّف لكل الشعب الموريتاني برئيسه و لجنته و عقلائه و مثقفيه و أوفيائه ، كفئران تجارب في مختبر ولد الشدو..
لكن المضحك حقا في مقال الملياردير المقنع ولد الشدو "حتى لا ينتكس العلم الوطني المرفرف" ، المنكس خجلا من تفننه في التملق و الكذب و النفاق ، هو استصداره شهادة براعة اختراع لنفسه ، لا تعبر إلا عن سذاجة عقله و سخافة تفكيره : "بصفتي من سن توظيف الأدب في استنطاق المواقف السياسية و الاجتماعية" بل كان عليك يا ولد الشدو - لو وجدت من يصدقك القول و يسدي لك النصح ، أن تقول "بصفتي من سن قلة الأدب في استنطاق المواقف "النفافية" غير الاجتماعية" ؛ ذلك ما أرتضيته لنفسك ، فاسأل الناس تخبرك من تكون في مقياس رخترها الثقافي و السياسي.

الرد على ولد الشدو لا يغري العقل و لا يشفي جراح النفس ، لكن ترك أمثاله يكون أحيانا إساءة إلى الوطن و تلك تهمة يعز علينا أن تجمعنا به.