شهادة فى حق حاكم عادل بموريتانيا

اثنين, 08/17/2020 - 11:10

فى يوم من أيام 1952 كانت مدينة ول ينج على موعد مع ميلاد طفل سيكون نموذجا نادرا للعدالة و الاستقامة, هو الاداري المدنى الحاكم جاكيلى ولد المختار رحمه الله.
عُين عدة مرات حاكما للعديد من المقاطعات ترك فيها بصماته وكانت آخر محطاته فى مقاطعة بتلميت .

محطة بدأها بإعادة الذبائح التى دأب سليمان ولد الشيخ سيديا على ارسالها لكل حاكم جديد قائلا لحاملها " أوزن اعلي انا انعود امشى انحاير الول الشيخ سيديا" لكي يبقى بعيدا عن تأثير الاشخاص.

و أثناء تلك الفترة قام احد شرطة الامارات من ابناء المدينة باستصدار شهادة وفاة لنفسه وقامت السفارة الاماراتية بتسليم مستحقاته للسيد جاكيلى ليقوم بتسليمها لذوى الشرطى "المتوفى" فلما علم جاكيلى بالقصة أعاد المستحقات الى السفارة.

بعد ذلك تم تعيين مدير جديد لمستشفى بتلميت وهو ابن أخت لوليد ولد وداد مدير ديوان معاوية و محل ثقته, وكان المدير الجديد يعتبر نفسه فوق القانون و أقام لنفسه منتجعا خارج المدينة يبيت فيه كل ليلة بعيدا عن ضوضاء المدينة و ازعاج المرضى, و ذات ليلة وقع حادث سير مؤلم فقام جاكيلى بزيارة المصابين فى المستشفى فلم يجد المدير و لما سأل عنه قيل له انه فى منتجعه خارج المدينة فاستدعى افرادا من الدرك و ذهب بهم اليه و استجلبه قائلا له: "لعاد بوك لوليد و امك معاوية لاتليت توخظ بوتلميت " و ارسله مع المصابين الى نواكشوط تلك الليلة و أصدر قرارا بتوقيف السيارات العمومية امام مقر الحاكم كل يوم بعد انتهاء الدوام الرسمى.

أما فى الحملة الانتخابية فقد طلبت المعارضة ترخيصا لمهرجان شعبي و هو ما رفضته وزارة الداخلية و بعد ذلك بأيام طلب الحزب الجمهورى ترخيصا فكان جواب السيد الحاكم بأن المعارضة هي اول من طلب الترخيص و تم رفضه و بالتالى لن يرخص لحزب آخر قبل الترخيص لها وهو ما استجابت له الداخلية.
كانت داخلية ولد الطائع تضطر قبل كل انتخابات الى منحه اجازة و استبداله بوالى اترارزة المساعد ليتسنى لها تزوير الانتخابات.
كان رحيما بالفقراء قويا على الاغنياء لا تأخذه فى الحق لومة لائم ,ذلك ما أجمع عليه كل سكان المقاطعة و الجميع يشهد له بالنزاهة و الاستقامة و العدل.

بعد صراع طويل مع المرض توفي رحمه الله سنة 2002 تاركا ارثا لن ينساه له من حكمهم, يقول عبد الله العتيق ولد اواه فى رثائه:

بوتلميت الْكَـــالْ حــــدْ ** اتـــوفّ منُّو حـــــــاكمْ

متوفِّ حاكم كانْ بعــــدْ ** بالْكَـــالْ المولَ حــاكمْ