إشادة ؟ بقلم أحمد ولد محمد نافع

أربعاء, 11/04/2020 - 12:59

يستحق القائمون على معهد ورش لتعليم القرآن الكريم و متونه كل التكريم لما يقومون به من عمل جبار في إطار التعليم المحظري التليد رغم كل الصعاب التي تواجههم من عزوف من لدن البعض، و تثبيط للهمم من طرف آخرين ممن جبلوا على ذلك و تقزيم للدور المحوري الذي لعبه المعهد و مازال يلعبه في تكوين أجيال منذ إنشاءه لحد الآن، -فحين تقاعست الحكومات المتعاقبة على البلد و ساسته ممن يحسبون أنفسهم ملاكا للبشر و أوصياء عليه و هم من فرطوا في مصالحه حال أنتخابه لهم ظنا منه بأنهم سيقومون بالواجب و هو ما كان صادما للبعض حين جاءت التوقعات عكسية؛ فقد رد هؤلاء الساسة الجميل بأن تناسوا مواطنيهم و لم يذكروهم حتى و هم نوما فكيف بشيء آخر بل ذهبوا أبعد من ذلك يلهثون وراء مصالحهم الشخصية و الطمع في كسب ود و رضى السلطان الحاكم حتى لا يضيعوا فرصة للتكسب و تقاسم كعكة الوظائف مع نظراهم أما الناخب فليذهب إلى الجحيم لأنه يستحق كل ما حل به من ويلات بسبب تخلفه و عدم إدراكه للأمور- حينها سخر الله من يخدم المواطن الضعيف و يسهر على تحقيق مصالحه الكبرى لا يريد من ذلك جزاء و لا شكورا بل أنه سد فراغا و شرخا في نفوس ضعاف القوم بفعل تصرفات البعض ممن لا يهمه سعادة الآخرين و حب الخير لهم..
و في هذا المقام لا يفوتني أن أشيد و أثني على التعاطي الفعال الذي لامسناه من لدن الأهالي و إحساسهم بالمسؤولية تجاه ذويهم، حيث تأكدوا من أنه لا مناص لهم من التعليم و التعلم و بذل الغالي و النفيس من أجل تأطير الأجيال لأنهم بناة المجتمع و مطوري الدول المحافظين على مجدها، إلا أن هنالك محركين وراء الكواليس- (يوثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة)- هم من يقفون وراء كل هذا فهم من يصرفون من عرق جبينهم و حر أموالهم و يقدمون كافة أنواع الدعم المادي و المعنوي سبيلا في تحقيق هدف المعهد الأسمى إسهاما منهم في تغيير عقليات المجتمع و تأهيل جيل بأكمله عانى الكثير من التهميش عبر الحقب و مازال البعض منه يعانى لكي يساير الركب و يقضي على مخلفات الجهل و الفقر و التخلف، و هؤلاء هم رجال الأعمال و التجار بأنواعهم و منهم فاعلي الخير ذوي الأيادي البيضاء البعيدين كل البعد عن الشهرة الزائفة و التسيس يقصدون من وراء ذلك أن ينالوا الأجر و الثواب من الباري سبحانه و تعالى ممتثلين قوله جل و علا: (و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان..)، و ليس الحفل الحالي إلا جزء يسير مما قاموا و يقومون به حيث دأبوا على إقامته كل عام و بشتى المناطق من ربوع وطننا الغالي فلم يثنهم عنه إلا البعد لأن منهم من يعمل خارج البلاد إلا أنه حاضر من خلال الوسائل التي يقدمها عونا في إقامته، و تكريما لأساتذة المعهد و طلبتهم و خاصة المتفوقين الأوائل من حفظة القرآن الكريم و هي لعمري فرصة سانحة يستحق أهلها الإشادة و التكريم على كل أعمالهم الخيرية الملموسة..
و نحن إذ نشد على أيديهم فإننا نرجو من الله العلي القدير أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم هم و من أراد ببلدنا و أهلنا الخير أو سعى في تحقيق ذلك إنه ولي ذلك و القادر عليه و شكر سعيهم جميعا.
#ورش_المعهد_الجامع