روى طفل أمريكي، أجبره تنظيم الدولة على الخروج في مقطع مصور وتهديد الرئيس دونالد ترامب، تفاصيل معاناته عندما أخذته والدته إلى سوريا قبل أعوام.
كان ذلك في أبريل/ نيسان 2015 عندما عبرت عائلة أمريكية تضم الطفل ماثيو ذا الثمانية أعوام إلى أراضي تنظيم الدولة في مدينة الرقة التي كان يعتبرها التنظيم عاصمة له.
وكان هدف موسى الحساني، زوج أم ماثيو، وهي أمريكية تدعى سامانثا سالي، من الالتحاق بالتنظيم، هو الحصول على التدريب العسكري، وأصبح لاحقا قناصا في التنظيم.
وقال أحد أفراد عائلة الحساني إن موسى أصبح مهووسا بتنظيم الدولة في الأشهر التي سبقت مغادرة الأسرة للولايات المتحدة، وإنه رآه يشاهد دعاية للتنظيم، بما في ذلك مقاطع فيديو لعمليات إعدام.
وتحدث ماثيو عن محنته لأول مرة في برنامج بانوراما على "بي بي سي" وبرنامج "فرانت لاين" في الولايات المتحدة، فقال: "ركضنا عبر منطقة كانت مظلمة جدا. كان ذلك ليلا، وكان هناك الكثير من البقع العشوائية من الأسلاك الشائكة... لم أكن أفكر في شيء إلا مواصلة الجري".
وبعد نحو عامين، أرسلت والدته سامانثا سالي، رسالة بريد إلكتروني إلى أختها في الولايات المتحدة مناشدة إياها وهي يائسة بمساعدتها ماليا حتى تهرب الأسرة، وأرفقت مقاطع فيديو مزعجة للغاية لماثيو.
وفي أحد هذه المقاطع، أجبر الحساني ماثيو على تجميع حزام ناسف. وأدى ماثيو، بناء على تعليمات زوج أمه، دور من يرحب برجال الإنقاذ الأمريكيين المحتملين، ثم قتلهم بتفجير الحزام.
وفي مقطع آخر، شوهد وهو يفكك بندقية محشوة بالرصاص، وقد تحداه زوج أمه بأن ينتهي من ذلك في أقل من دقيقة.
ومع تكثيف غارات التحالف، بقيادة الولايات المتحدة، الجوية على الرقة، أصابت قنبلة منزلا مجاورا، وانهار المنزل على بيت أسرة ماثيو، الذي أخذ يتحسس طريقه بين الأنقاض والغبار.
وبحلول آب/ أغسطس 2017، كانت الرقة في حالة خراب، لكن تنظيم الدولة كان لا يزال يتوقع النصر، وأجبر ماثيو على إرسال رسالة تحد. ونشر التنظيم مقطع فيديو له، وهو في العاشرة من عمره حينها، يهدد فيها رئيس الولايات المتحدة.
وقال ماثيو في الفيديو: "رسالتي إلى ترامب دمية اليهود: الله وعدنا بالنصر ووعدك بالهزيمة".
وأضاف أن "هذه المعركة لن تنتهي في الرقة أو الموصل. ستنتهي في أراضيكم... فاستعدوا، فقد بدأ القتال للتو".
وقال ماثيو في مقابلته مع "بي بي سي" إنه لم يكن أمامه خيار إلا المشاركة في الفيديو، بسبب نوبات غضب زوج أمه.
وبعدها بقليل، قتل زوج أمه، موسى الحساني، في ما يشتبه بأنه هجوم بطائرة بدون طيار في صيف عام 2017، وقال ماثيو: "كنت سعيدا لأنني لم أحبه".
وتمكنت والدة ماثيو، سامانثا سالي، بعد ذلك من دفع بعض المال لمهربين لإنقاذ نفسها وأطفالها الأربعة من أراضي التنظيم، وإخفاء ماثيو داخل برميل على ظهر شاحنة أثناء مرورها عبر نقاط تفتيش التنظيم.
وبعد عودتهم إلى الولايات المتحدة في عام 2018، أدينت سالي بتمويل الإرهاب وحُكم عليها بالسجن لست سنوات ونصف، في حكم بوقت سابق الشهر الحالي.
واعترفت سالي بتمويل الإرهاب كجزء من صفقة إقرارها بالذنب.
واكتشف ممثلو الادعاء أنها ساعدت في تصوير مقاطع فيديو شارك فيها ابنها ماثيو.
ووصف ماثيو شعوره بالعودة إلى التراب الأمريكي فقال: "إن الأمر يشبه ارتداء ملابس ضيقة أو جوارب وأحذية ضيقة طوال اليوم ثم خلعها بعد ذلك، والشعور بالراحة والاسترخاء في حمام ساخن. إنه شعور طيب بالارتياح".
وقال لـ"بي بي سي": "حدث ما حدث وانتهى. وأصبح كل شيء وراء ظهري الآن".
ويبلغ ماثيو الآن 13 عاما، ويعيش مع والده الأمريكي.