![](https://www.alhakika.info/sites/default/files/%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-.jpg)
لأولئك الواجمين أمام أجهزتهم الصغيرة دهشة و استغرابا ، الواضعين ألف إشارة استفهام و ألف ألف إشارة تعجب!
إلى أبطال القراءات الخاطئة، والإسقاطات الظالمة
إلى مفتشي النيات، والواقفين سدا أمام الإبداع:
حين ترتدي الكتابة أثواب النمطية و تفاصيل الواقع و تموضع المجتمع تتحول إلى ثرثرة و هذيان؛ الكتابة خروج على المألوف و تحليق فوق الغيوم و تحرر من قانون الجاذبية الذي يشدنا نحو الأسفل كلما أردنا التحليق نحو الأعلى!
الكتابة تحرر من أصفاد المجتمع، الكتابة ذلك الستار الليلي الذي يحتاجه المجتمع الغارق في عريه ليستتر و يحتاجه كذلك المجتمع المحتشم ليتعرى؛ هي تناقضات الليل، و رياء النهار، و أحلام الأصيل، و تفاؤل الفجر و غواية السحر!
الكتابة تجسيد للنفس البشرية بكل نوازعها؛ بنزقها و طيشها، بروحانيتها الغارقة في الزهد و التأمل و بطينيتها الموغلة في الملذات، الباحثة أبدا عن إشباع حاجات لا تنطفئ!
لا يوجد أدب ملتزم، فالالتزام في الأدب بدعة حالمة، فالأدب فوق التخصص و التخصيص؛ إنه شجن النفس البشرية و مأزقها و آهاتها و مكبوتاتها.
الأدب أحلام مؤجلة و رغبات حبيسة و مواعيد ملغاة و هدايا لم تصل!
الأدب هو الجرعة التي تكتمل بها أشياؤنا الناقصة، هو "اليوتوبيا" التي نفر إليها من بؤس الواقع و هيمنة الجمود!
أن تكتب لا يعني أنك تنفث لتعبر عن مأزق فردي أو شجن شخصي، فنحن لسنا ذواتنا فقط..
نحن المجتمع الذي يشكل وجودنا، و نحن الكتب التي نقرأ، و الصديق الذي نسامر، و الجار الذي نعايش، و نحن أكثر من ذلك العالم الذي نعيش!
لقد قلتً مرارا و كررتُ مرات إن الكتابة حين تكون بُعدا شخصيا و حدثا فرديا تفقد قدرتها على الامتداد و الانتشار، و العيش طويلا، فالشعر و النثر تتشكل أرواحهما و تتجسد أعمارهما بقدر قدرتهم على التعبير عن كل نفس حب و حالة شجن، و لذلك كلما كان النص صادقا ومعبرا أخذ من أرواحنا روحا ومن أنفاسنا نفسا ومن أعمارنا عمرا وكُتِب له الخلود!
وختاما، سأظل أطل من نافذة القلب لكي أتنفس!