أعلن وزير الصحة البريطاني أن نحو 70 مستشفى بدأت اليوم الثلاثاء تلقيح الأشخاص الأكثر ضعفا ضد كوفيد-19، لتصبح بريطانيا أول بلد غربي يخطو هذه "الخطوة الهائلة" في مكافحة فيروس كورونا.
واعتبر مات هانكوك أن "الأسبوع المقبل سيكون لحظة تاريخية" في بلد هو الأكثر تضررا في أوروبا من كوفيد-19، إذ شهد 61 ألف وفاة.
ورحب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالخطوة قائلا "هذا اليوم يعد خطوة هائلة جدا في مكافحة المملكة المتحدة للفيروس". وأضاف: "لكن التلقيح على نطاق واسع سيتطلب وقتا"، داعيا لمواصلة احترام القيود.
وحسب وكالة "رويترز"، فإن البريطانية مارغريت كينان (90 عاما) أصبحت أول شخص في العالم يتلقى لقاح "فايزر" خارج التجربة السريرية بعد الموافقة.
ومن المتوقع أن يتم توفير قرابة 800 ألف جرعة في الأسبوع الأول، وستكون أولوية في التلقيح للمقيمين في دور الرعاية والعاملين فيها. لكن التحديات اللوجستية المتمثلة بلزوم تخزين اللقاح دون سبعين درجة مئوية تحت الصفر، تزيد من تعقيد المهمة. ويلي ذلك تلقيح العاملين في المجال الصحي ومن تفوق أعمارهم 80 عاما.
وتأمل السلطات بتلقيح الفئات التسع التي لها الأولوية بحلول الربيع، وهي تتضمن من تفوق أعمارهم 50 عاما، والعاملين في المجال الصحي، والأشخاص المعرضين للخطر. ويمثل هؤلاء نسبة 99% من وفيات الفيروس.
وحتى الآن طلبت بريطانيا أربعين مليون جرعة من لقاح "فايزر"، ما يكفي لتطعيم عشرين مليون شخص، حيث سيحصل الفرد على جرعتين. وإجمالا، طلبت بريطانيا 357 مليون جرعة من سبعة لقاحات مختلفة لكوفيد-19.
وشبه مدير هيئة الخدمات الصحية الوطنية ستيفن بويس حملة التلقيح، وهي الأكبر بتاريخ نظام الرعاية الصحية، بأنها "ماراتون" في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 66 مليون نسمة.
وبالإضافة إلى التحديات التقنية يوجد تحدي إقناع البريطانيين بأهمية تلقي اللقاح، في ظل تشكيك البعض في فعاليته.
ويشكل نجاح حملة التلقيح أمرا أساسيا بالنسبة لجونسون الذي يتعرض لانتقادات شديدة على خلفية إدارته لأزمة الوباء.
وكانت بريطانيا أول دولة ترخص لاستخدام لقاح تحالف "فايزر-بيونتيك" الألماني الأمريكي، في خطوة سريعة انتقدها بعض الخبراء. وينتظر أن يصدر الاتحاد الأوروبي قرارا مماثلا بحلول أواخر ديسمبر، فيما بدأت روسيا بالفعل توزيع لقاحها "سبوتنيك V" في وقت سابق هذا الشهر.