الطريق إلى النقابة .. بقلم السالك ولد زيد

اثنين, 12/14/2020 - 23:56

بداية الفكرة

عندما بدأت العمل الصحفي قبل سنوات، أدركت سريعا بأن نقابة الصحفيين لا يمكن أن تلعب دوار مهما في مساري المهني، لا من حيث التأطير والتكوين ولا من حيث الدفاع عن حقوقي، حينها كان لابد من الحصول على بديل، خاصة بعد قبولي عام 2015 في مؤتمر في إحدى الدول الإفريقية وكان علي أن أتحمل تكلفة السفر، لم يكن لدى النقابة بند في ميزانيتها ينص على ذلك.

مع تطور الإعلام حول العالم أصبحت الفرصة مفتوحة لمن يبحث عنها ولمن يعرف ما يريد، لم يعد الصحفي لأجل أن يتكون خارج البلد بحاجة إلى نقابة تبعثه، ومع الأسف ما يزال من يترشح لنقابة الصحفيين يعد الزملاء بالتكوين في الخارج، ويصوتون له على ذلك الأساس.

واصلت البحث عن الفرص، وقبلت في الكثير منها، ساعدني على ذلك لغتي الانجليزية، أول الفرص كانت في تونس ثم مصر ثم الأدرن ثم ملطا ثم ألمانيا، وغيرها من الفرص التي قبلت فيها ولم أشارك بسبب الفيزا أحيانا وبسبب انشغالي في التحقيقات أحايين أخرى خاصة عامي 2018 و2019
هذه الفرص مكنتني من خلق صداقات مع الصحفيين من حول العالم، والتعرف على التنظيمات الصحفية الدولية وطبيعة عملها في المنطقة، وهنا بدأت أتلم للواقع الذي نعيش فيه بموريتانيا، حيث تغيب موريتانيا عن اهتمام الكثير من هذه التنظيمات، سواء في مشاريع التكوين أو المنح المالية للصحفيين من أجل الإنتاج، بحثت كثيرا عن الأسباب وكانت تنظيمات الصحفيين في موريتانيا من ضمن الأسباب، حيث تركوا انطباعات سيئة عند الآخرين من التجارب الأولى.

العام الماضي بينما كنت أشارك في مؤتمر الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية، في ألمانيا، اقترحت علي زميلة عزيزة ساعدتني كثيرا في مساري المهني، أن أجمع عددا من زملائي المهنيين في موريتانيا، وأن أسس تنظيما خاصا بالصحافة الاستقصائية، كما هو الحال في سوريا وتونس والمغرب ودول أخرى، وتعهدت بالمساعدة والنصح والتأطير.
في نقاشنا حول الموضوع، أخبرتها بنيتي للترشح لنقابة الصحفيين الموريتانيين، وبعد الحصول عليها يمكن أن نطبق هذه المشاريع تحت مظلتها، باركت الخطوة، ومن هناك بدأ التفكير الفعلي في الأمر.

إعلان الترشح

لم يأخذ كثيرون إعلان ترشحي بجدية، بعضهم كان يعتقد أنه للاستخدام على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعضهم كان يعتقد أن أقصى أحلامي لن يتجاوز الحصول على مكانة في مكتب تنفيذي لأحد المرشحين، وكثير منهم كانوا يقولون لن يستطيع الحصول على 79 من المنتسبين للنقابة تكون ضمن لائحته.

مع مرور الوقت بدأت الأمور تتضح للجميع، من صحفيين ومراقبين، وكان إلى جانبي عدد من الأصدقاء المقربين، وأساتذتي الذين يؤمنون بأنني يمكن أن أقطع خطوات كبيرة في هذه التجربة.

حاول بعض المرشحين أن ندمج اللوائح لكن ما فاجأني حقا هو الرفض البات لدى الزملاء والزميلات، وتهديدهم/ن بالانسحاب إذا قبلت الفكرة، وهذا ما جعلنا نستشعر أهمية الترشح عندهم ونقاتل لكي بقبل الملف، نعم نقاتل فقد وجدنا أمامنا أنواع طرق محاولات إقصائنا، ووجدنا أمامنا عملا غير مهني ولا متقن بخصوص لائحة المنتسبين، حيث تم حذف عدد كبير من زملائنا وزميلاتنا من اللائحة وكان لابد من تعوضهم/ن في آخر لحظة، وهذا ما شكل لنا تحد كبير.

كانت ردود أعضاء اللائحة على لجنة الاشراف عبر الهاتف ملفتة للانتباه، حيث يؤكدون دعمهم وعضويتهم بكل حماس، وكانت أسماء اللائحة أسماء معروفة لدى الجميع لا تختلط مع أسماء البوابين والعاملين في النظافة الذين تم تسجيلهم من بعض المؤسسات، وخلف الكواليس كان هناك من يؤطر ويدعم ويتصل ويساعد، وعلى أرض الواقع كنا، نقضي النهار في مقر النقابة لكي لا يتم إقصاؤنا.

النقابة تحتاج التغيير

يشهد الإعلام في موريتانيا خاصة العمومي تطورا ملحوظا على مستوى الأداء والعمل، وتعمل الدولة على إصلاح الصحافة بعد تعيين رئيس الجمهورية للجنة تعمل على كتابة تقرير مفصل حول واقع الصحافة وكيفية إصلاحها، هذه التطورات، يجب أن تواكبها نقابة فعالة.

التقيت بلجنة إصلاح الصحافة قبل أسابيع، وتعرفت على الخطوط العريضة للتقرير الذي ستقدمه لرئيس الجمهورية، ونتشاطر معها في الكثير من الأفكار، وسنكون عونا لكل من يريد تطبيقها على أرض الواقع، في حالة وصولنا لنقابة الصحفيين الموريتانيين.

على المستوى الدولي، تغيب نقابة الصحفيين عن الموريتانيين عن كل الفعاليات، ولا تمتلك شراكات مع التنظيمات الإقليمية والدولية، لدينا في لائحة المستقبل، خطة واضحة للعمل مع هؤلاء والتنسيق معهم وتوقيع اتفاقيات عمل، ستعود على الصحفيين الموريتانيين بالنفع وعلى قطاع الإعلام بشكل خاص بكثير من الحركية والفعالية.

ختاما يسعدني أتقدم إلى كافة الصحفيين والصحفيات بطلب التصويت لنا "لائحة المستقبل/ الرقم 4" في مؤتمر نقابة الصحفيين، وأن يعطونا الفرصة لتطبيق أفكارنا وأهدافنا وأن نخدمهم بما لدينا من قوة.

السالك زيد مرشح لائحة المستقبل/ الرقم 4