لا يكاد يمر شهر تقريبا في ألمانيا، إلا ويجري فيها تنفيذ اعتداء عنصري على أحد المساجد، ضمن موجة كراهية باتت تؤرق حياة المسلمين في أكثر من بلد أوروبي.
وقام متطرفون برسم صليب وكتابة عبارات على جدار أحد المساجد، فضلا عن تشويه لوحة المسجد الواقع في بلدة "سونثايم".
واعتدى المتطرفون المجهولون على مسجد الفاتح التابع للاتحاد الإسلامي التركي "ديتيب"، في ولاية بادن-فورتمبيرغ، جنوب غرب ألمانيا.
وفي حديث مع الأناضول، قال رئيس جمعية مسجد الفاتح، علي أوزدمير، إن مجهولين قاموا برسم الصليب وكتابة عبارات في 8 نقاط من جدران المسجد، لافتا إلى أن المصلين لاحظوا آثار الاعتداء عند قدومهم لأداء صلاة الفجر.
وأعرب أوزدمير عن بالغ أسفه جراء الاعتداء، قائلا: "نعيش في سونثايم منذ 30 عاما وسط علاقات الاحترام المتبادل، ونتمتع بالشفافية الكاملة هنا، ونريد للجميع هنا أن يعيش بسلام".
وأردف أن المسجد تعرض لاعتداء مماثل في 2019، وأنه لم يتم القبض على منفذيه لغاية الآن، داعيا السلطات للقبض على المعتدين، وأوضح أنه تم إبلاغ الشرطة عن الاعتداء على الفور، والتي أطلقت بدورها تحقيقا في القضية.
وخلال تموز /يوليو 2019 وقع خلال عشرة أيام فقط ثمانية اعتداءات على مساجد في ألمانيا، ستة منها طالت مساجد تابعة للاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية، وواحدا تابعا للجالية العربية.
وشهدت ألمانيا في السنوات الأخيرة تصاعدا لظاهرة "الإسلاموفوبيا"، بسبب الآلة الدعائية للحركات والأحزاب اليمينية المتطرفة بالبلاد.
وتضم ألمانيا البالغ عدد سكانها 81 مليون شخص، ثاني أكبر عدد من السكان المسلمين في أوروبا الغربية بعد فرنسا، بواقع 4.7 مليون مسلم، بينهم نحو ثلاثة ملايين من أصل تركي.