منذ أسبوعين تقريبا و نحن نعكف صحبة خبراء سينغاليين من المدرسة الوطنية للسياحة و الفندقة بداكار تم التعاقد معهم بشأن القيام بتكوين مهني لصالح خمسمائة طالب موريتاني على مدى ستة أشهر؛ حيث كان لنا الشرف بأن عملنا معا صحبة وزيرة التجارة و الصناعة و السياحة السيدة الناها بنت مكناس و التي يعود لها الفضل في نفض الغبار عن قطاع حيوي ظل مهجورا و يعاني من الإقصاء و التهميش إلى أن قيض الله له من يرفع من شأنه و يمنحه و أهله حقهم في الوجود إلى جانب القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية الخاصة لما له من أهمية و عائدات مالية كبيرة و مستقبل واعد و تلكم أمور لا يدركها الكثير ممن لا يعرفون عنه شيئا، و هي لعمري سانحة أنتهزها لأبارك لشخص الوزيرة الطموحة المتفانية في عملها و التي كانت المحرك الرئيس في المسألة و لما لامسناه في شخصها من إهتمام بالغ بالمجال فإننا نشيد بدورها الكبير، حيث أبت إلا أن تدمج أهله في الحياة النشطة و تمنحهم المكانة اللائقة بالمشروع و كانت قدر التحدي لأنها فرضته كمجال لا غنى عنه، فأجرت بذلك شراكة فعلية مع مدرسة رائدة في القطاع ناهيك عن الإشراف و الإدارة الناجحة التي شركتنا و إياها منذ أيام صحبة القيمين على الأكادمية الدبلوماسية بموريتانيا و بعض معاونيها، حيث سهرنا معا و لساعات متأخرة من الليل و هي تتوسطنا و لأهمية الموضوع عندها فقد تقبلت بقلب رحب تلك النصائح و الإرشادات التي قدمناها لها كمختصين بالمجال، كما كان لها الدور الريادي في نجاح إدارة و تنسيق أولى ملتقيات تنشيط الإدارة بالبلد و التي أطلقها معالي الوزير الأول و باقي طاقمه الوزاري، و قد أشاد هو كذلك بدوره حيث لاحظ مدى تمرس و خبرة طاقمنا و ما هو قادر عليه في الرفع من مستوى التكوين المهني و التقني بمجال السياحة و الفندقة مستقبلا، و تعهد لنا بأن يكون في قلب الحدث حال إنطلاق المشروع و ذلك مع بدء سريان الدراسة بالمدارس و الجامعات في الأسبوع القادم بحول الله و قدرته..
و هنا مربط الفرس حيث لا يفوتني إلا و أن أشيد بالدور الفعال الذي قامت به الوزيرة مشكورة و أقولها بملء في- و لست هنا متملقا و لا متقربا بل هي حقيقة وجب التنويه و الإشادة بها مهما كابر البعض أو شكك البعض الآخر ممن جبل على ذلك- أنه لولا جهود الوزيرة و صرامتها في العمل و رحابة صدرها في إشراك المختصين و المهتمين بالمجال لما كان للسياحة وجود رغم الإمكانيات الهائلة التي تتوفر عليها في ميزانيتها السنوية الممنوحة حيث كانت تصرف في ما لا يعود بالنفع لا على القطاع و لا البلد بل تبدد دون وجه حق و بطرق مختلفة من الفساد الممنهج الذي أرخى سدوله و بات لزاما وضع حد له حتى يساير البلد الركب و يأخذ مكانته الخاصة بين مصافي الأمم المتقدمة، و لا يتأتى ذلك إلا بإرادة من لدن القيمين على الشأن العام و السلطات المختصة و إحقاق الحق و تكافؤ الفرص بين الأوساط المجتمعية بكافة أطيافه لينعم مواطنوا البلد بالرخاء و السلم الأهلي و العيش الكريم.
#السياحة_إلى_الأمام