
يشاع عبر وسائل الإعلام أن حوارا اجتماعيا سيقام ، ويحكى أن لقاءات في القصر الرمادي أقيمت وتقام من حين لآخر، ويبقى السؤال مطروحا من أين ستكون البداية؟.
تكاثرت الظباء على خراش
فما يدري خراش ما يصيد
لكن البيت هنا بدلالة مفهومه بالمقلوب.
أحقا لدى قائدنا من الحكمة والتؤدة ووضوح الرؤية ما يمكنه من تجاوز مشاكل المصير ( كالتعليم ) أم ثقة منه في نجاعة الخطط أم للاطمئنانه على نتائجها، مما يجعله قادرا على غض الطرف عنه أو تأجيل تلافيه إلى وقت لاحق ؟
أم إن محاوريه ومستشاريه يرون في الأمر ما يتسع للتراخي ويسمح بالتأجيل؟
هنا لا بد من مكاشفة، بماذا يفكر القائد ويفكر محاوره ومستشاروه، إن أمرًا جللاً تقدم عليه وزارة (التأليم) -اسم المفعول من آلم بالحساسية - اذ كيف تعلن الافتتاح بحاجة إلى 4000 أستاذ ومعلم، ولم تفكر في أمر كهذا ؟
لا ينتهى العجب إن ظنت أنها بسياسة النعامة ستحل مشكلة النقص، أو أنها تظن أن لا مشكلة لديهم، إنما يتظاهرون ويعتصمون بطراً.
هنا أسأل الأحزاب المحاورة والمهادنة، وأسأل السيد الرئيس، وكذلك آباء التلاميذ، والشرفاء من ابناء هذا الوطن، أيكم يعيل نفسة وأقول نفسه فقط - دون أسرته وابناءه بملغ 5800 أوقية، لا أقصد طبعا في حالة الطوارئ، إنما أقصد حين يكون في ظروف عادية جدا.؟
أرى أنه كفاكم من واقعة (قتل القتيل والبكاء على جنازته) فأنتم من يقتل التعليم، أنتم من يفضل الاهتمام بالبطون والفروج على حساب بناء العقول، أنتم من يهتم بالوسيلة أكثر من الغاية، أنتم من لا تريدون الحلول، ولا تسعون لها، انتم من يظن أن نواميس الكون قابلة للتغيير، أنتم من يعبث بمستقبل الوطن والأجيال القادمة.
لا أقصد طبعا أن من يتحمل المسؤولية شخص مسير وزرة (التأليم) بل كل من رئيس الجمهورية والأحزاب السياسة وهيآت المجتمع المدني وآباء التلاميذ.
وفي ذلك يجب أن يتأمل كل متأمل، وينظر كيف تدمر العقول ويداس علي الشرفاء، إيثارا للعملاء والمتزلفين الحقراء. إنها موريتانيا منبع كل غريب، ومصدر كل كئيب، وقرار كل ما لا يطيب، إنها سجن العقل ومتنزه الخبال، إنها وكر الدعارة السياسة، وميدان العمالة.
تأملات عاطل