ان معظم الشعب الموريتاني لا يعرف الدوله ولا الحقوق ولا يعرف النظام ولا دخل له في مجريات الأحداث والأزمات حتي في هذه الظروف الصعبه ولازمه الاقتصاديه و الاجتماعيه والسياسيه التي تعصف بالبلد مما يحتم على من هم في السلطة ان يكونوا أكثر صراحة ومصارحة وانفتاحًا على كل شرائح المجتمع الذي يسوسنه ويحكمونه ويتكلمون باسمه .
يقوم الرئيس بأخذ آراء مستشاريه وما أكثرهم؛ إلا ان معظم هؤلاء يرهبون الرئيس وينافقونه بدلا من ان يصارحوه، لقد احترفوا في هذا الميدان طيلة أعوام طويلة على الخداع، بل كثيرا ما يوحون له بأنه فوق البشر أجمعين، وان الأجواء السياسية ممتازة والاقتصادية على أحسن ما يرام، وانه أفضل الخلق على الدوام، معتمدين بذلك على تقارير لا تعكس وقع الشارع ولا حال الناس الذين يرزحون تحت عبء الفقر والقهر والظلم والقمع .
حالة الخوف التي يعيشها الانسان الموريتاني لا يمكن ان تساعد على كشف المستور والحقيقي المعاش، ولا على حجم المعاناة التي يخلفها الفساد والسرقه والتدوير وغياب العداله الاجتماعيه والكبت والقمع الممنهج والمنظم، ولا يمكن بحال من الاحوال ان تطور حالة بلد وتنقله من طور التخلف الى طور الرقي في ظل الحلول الوهميه الخطاباتيه والبيانيه . نعم كثيرون من أبناء الوطن معارضه وموالاة غير مرتاحين لنهج النظام والسياسات الغير المنصفة التي يتعرضون لها، لكنهم صامتون خشية هلاكهم او تصنيفهم وهم معرضون للاذلال الدائم ويسعون لتأمين لقمة العيش في ظل ظروف قاهرة وصعبه .
هذه هي الحال التي استمرت طلة العقود الماضيه منذ تأسبس الدوله ومازلت مستمره وتتفاقم ولم يعد الشعب اليوم يرضى بهذا الواقع المذل ولابد من الاستعجال في استحداث استراتجيه جديده قبل أن تخرج الكره من مرمي الجميع .
السيد الرئيس ...
الناس يسألونك عن مستقبل وطنهم وهم يعيشون الرعب من الحاضر اللذي يحدثهم عن المستقبل !
الناس يرفضون هذا النمط من التعاطي المذل لهم. يرفضون المعتقلات والسجون. والضرب واحتقار النساء والطلاب .
الناس متألمون من الأوضاع الاقتصادية القاهرة ومن البطالة المتفشية ومن غلاء الاسعار ومن الغبن الواضح في الأجور التي لا تكفي سد الرمق.
الناس مستاؤون من حالة التخلف المفروضة عليهم ومن المناهج الدراسية التي لا تتلاءم مع تطور العصر ومتطلباته .
انهم غاضبون مقهورون ثائرون ...
لم يعد ثمة مكان للسياسي المداهن و لا لمفتي البلاط ولا للمثقف القابع في دائرة تهويماته ولا للشاعر المدّاح ولا للصحفي المنافق ...لقد انطلق الشباب ينسجون ثقافتهم وتطلعاتهم ويرون اخبارهم ويصورون الاحداث على طريقتهم انهم يتطلعون لوطن يضم جميع الموريتانين وطن خالي من الغبن والتهميش وليس وطن التدوير والتوريث.
عليك "السيد الرئيس" ان تتفهم هذه الأمور، وان تدرك ان الناس من حقهم ان يعيشو في وطنهم ان يسكنو ويتعالجو ويسافرو .....من ارزاق وطنهم وان تتاح لهم الفرص مثلهم مثل ابناء الاقطاعيه و ، و الشباب من حقهم ان يمارسوا حقوقهم الطبيعية دون وجل من ازعاجك حتى وان طالبوك بالرحيل عليك ان ترحل او تغير سياستك وتبتعد عن المفسدين والمتملقين .
بكل شفافية وصراحة لقد سئم الناس الخنوع والاذلال، والسواد الاعظم منهم لا يريد مشاكل ولا ثورات بل كل ما يريدونه شيئًا من الاحترام والكرامة وان يحيوا بسلام حياة كريمة وان يحصلوا على ما يكفيهم لتأمين عيشهم .
هناك مخاوف لم يبددها الزمن بل على العكس زادها شرخا وتعميقا ولم تعد تنفع معها الاصلاحات الاستعراضية و لا الاستفتاءات الشكلية ولا الحلول التلفيقية .بل لابد من المصارحة كل المصارحة مهما كانت مؤلمة؛ تناسيها وعلاجها بالمؤتمرات والخطابات يولد مزيدا من الحقد والخوف وربما تدفع بالبعض نحو الانتقام والخراب فبعض الناس لا يملك شيئا كي يخسره من شدة الفقر والجوع والظلم والقهر ولم يعد يفكر في الاولاد والاقارب بل ينظر للسياسيين والنظام بحقد وعداوه و انهم احتكرو الوطن الانفسهم ولعائلاتهم.
لقد آن اوان اعتماد الشفافية والمصارحة والاستماع الى كل الاصوات بما فيها انين الصامتين الذين يلهجون بالدعاء ليل نهار في صلاتهم يدعون ربهم برحيلك او بمرضك او...... !
السيد "الرئيس " يقول المثل (اسمع اكلام امبكيينك لا تسمع اكلام امظحكينك"
د.محمدعالي الهاشمي