الحقيقة / نواكشوط/ في إطار انخفاض معدلات تطعيم الأطفال ضد فيروس كورونا في عدد من الدول ولا سيما في باكستان، طفت إلى السطح رواية من العيار الثقيل عن حملة تطعيم مزيفة ضد مرض الكبد الوبائي، قادتها وكالة المخابرات الأميركية قبل نحو عقد لإيجاد زعيم القاعدة أسامة بن لادن.
فقد أعاد عدد من الباحثين إلى الضوء قضية مقتل زعيم القاعدة، عبر تطرقهم في تقرير نشر في "Journal of the European Economic Association" إلى موضوع انخفاض حملات التلقيح في بعض البلدان، لا سيما باكستان.
وذكّروا بأن حملة التطعيم المزيفة التي قامت بها وكالة الـ"سي آي إي" للعثور على بن لادن في باكستان، أدت إلى انخفاض في تطعيمات الأطفال حالياً بنسبة 50% خصوصاً في المناطق التي تحظى بدعم قوي للأحزاب السياسية المتطرفة.
حملة مزيفة
أما عن تفاصيل الحملة التي ربما قادت إلى بن لادن، فأشارت صحيفة "تلغراف" البريطانية، إلى أن وكالة المخابرات الأميركية استخدمت طبيباً محلياً يُدعى شكيل أفريدي، لإعداد برنامج تطعيم مزيف ضد التهاب الكبد B لجمع عينات الحمض النووي من الأطفال في مجمع كان يُعتقد أن زعيم القاعدة يختبئ فيه.
فإذا أظهر الحمض النووي، بموجب الخطة المذكورة، أن الأطفال هم لبن لادن، يتم عندها تحديد موقعه بسهولة.
لكن عندما تم الكشف عن الحيلة بعد شهرين من غارة للقوات الأميركية الخاصة، أسفرت عن مقتل مؤسس القاعدة حينها، استغلت حركة طالبان ومتطرفون آخرون الحيلة لتعزيز حملتهم ضد أي تطعيمات.
هل تحقق هدف الحملة المزيفة؟
لكن من غير الواضح ما إذا كان برنامج التطعيم المزيّف هذا قد لعب أي دور في تحديد موقع بن لادن.
واتُهم الدكتور أفريدي في البداية بالتجسس والخيانة، لكنه أدين بعد ذلك بتهم أخرى وهي تمويل جماعة "عسكر الإسلام"، وهي جماعة مسلحة محظورة الآن.
كما حُكم عليه بالسجن 33 عاماً، ثم خفض بعد ذلك إلى 23 عاماً عند الاستئناف، فيما لا يزال في السجن في الحبس الانفرادي وتقول عائلته إن صحته تتدهور.
يذكر أن غارة أميركية في الثاني من مايو عام 2011، على مجمع سكني في مدينة آبوت قتلت بن لادن، الذي كان يعيش بحرية على بعد 50 كيلومتراً فقط من العاصمة الباكستانية، إسلام أباد.