
في إطار تعزيز الجهود الرامية إلى الرفع من مستوى جاهزية قطاع السياحة و الفندقة و عودة بريقه للواجهة فقد إحتضن فندق Casa Bleu دورة تكوينية لصالح أطر و مكوني المدرسة الوطنية للسياحة و الفندقة منظمة من طرف وزارة التجارة و الصناعة و السياحة و الصناعة التقليدية بالشراكة مع المدرسة الوطنية للتكوين الفندقي و السياحي بداكار، حيث تستمر أعمال هذه الدورة لمدة ثلاثة أيام متتالية و قد تخللتها شروح مفصلة حول الطرق البيداغوجية الكفيلة بإيصال المعلومة للمتلقي -حسب النظم و المعايير المتبعة في ذلك- حيث ما كان، ناهيك عن كيفية أداء المكون أو المؤطر أثناء الحصة و مدى مساهمته في سرعة فهم الطالب أو المتلقي للدرس بشكله الصحيح، أثري التكوين من طرف خبراء سينغاليين تم جلبهم خصيصا لهذا الغرض أنعشوا الدورة بمداخلات قيمة ستسهم لا محالة في دعم قدرات المشاركين فكريا و بيداغوجيا..
و لأن هذه الدورة تعني أطر و مكوني المدرسة الوطنية للسياحة و الفندقة المستحدثة أخيرا، و التي عمل القيمين عليها منذ إنطلاق التكوين بها قبل خمسة أشهر من الآن على خلق و بناء جيل جديد من المتخصصين بأحد المجالات الحيوية ذات المردودية العالية، و الذي يراد من خريجيه أن يحلوا محل اليد العاملة الأجنبية التي يعتمد عليها في هذا الإطار مما يظهر أن البلد يفتقد أو بحاجة لأيادي وطنية متمرسة بهذا المجال، في حين أن هنالك بالبلد ما يربو على مائتي إطار متخصص بهذا المجال سبق و أن تخرجوا من أعرق المدارس و المعاهد و الجامعات بالدولة المجاورة و لديهم خبرات عالية إلا أنها تبقى معطلة ما لم يقضى على الإهمال و التسويف و تحديد الأولويات و خاصة فيما (ينفع الناس و يمكث في الأرض)..
و في هذا الإطار و بناء على ما تقدم فإننا ندعو الجميع للتحلي بروح المسؤولية و الإسهام الفعلي في بناء الوطن و خدمة المواطن بما يتطلبه الموقف طبعا من تضحيات جسام، و هنا لا يفوتني أن أشكر معالي وزيرة التجارة و الصناعة و السياحة و الصناعة التقليدية السيدة الناها بنت حمدي ولد مكناس- و أشد على يدها أن تجعل من هذه المدرسة مثالا يحتذى به على غرار نظيراتها بدول الجوار من قطعوا شوطا كبيرا بهذا المجال، كما أطلب منها أن تشرف بنفسها على بنائها حسب النظم المعمارية الحديثة التي تتماشى و طبيعتها السياحية و الفندقية- ليس ذلك تزلفا و لا تلميعا و إنما عرفانا بالتضحيات التي ما فتئت تقدمها -بدء بمشاركة بلدنا بالمعارض الدولية إنطلاقا من دبي و إنتهاء بمدريد مؤخرا حيث كنا نتقاعس عنها غير آبهين بدورها الريادي في التعريف برصيدنا العلمي و الثقافي و الحضاري، حيث يعود الفضل لمعاليها في نفض الغبار عن القطاع الذي كان مطمورا في غياهب النسيان رغم إمكانياته و مردوديته الكبيرتين- سبيلا في إيصال صوتها للعالم و إظهار بلدها كأفضل و أكبر وجهة سياحية آمنة و لله الحمد، تتوفر على مناظر طبيعية خلابة بالإضافة لأكبر شاطئ نظيف يصنف عالميا بأنه الأجمل و الأغنى بأنواع الأسماك النادرة المطلوبة، ناهيك عن توفر البلد على أنصع و أجود الصحاري الشاسعة ذات الهضاب و السهول الخضراء و البراري الغناءة المليئة بأنواع الحيوانات النادرة، و دعما لذلك فقد فرضت الدولة عليها رقابة خاصة حفاظا على بقاء النوع من خلال قانون صارم يمنع إصطيادها بشكل همجي لكي تتكاثر بأريحية، كل ذلك و أكثر إلى جانب المدن التاريخية القديمة مثل ولاتة و تشيت و شنقيط أرض المنارة و الرباط مهد الأماجد من يعرب حيث الحضارة الإسلامية و نقطة لإلتقاء القوافل قديما، حيث تصنف ضمن التراث الإنساني و المعالم الأثرية و السياحية ذائعة الصيت لأن لها حضارة و تاريخاً مشرفاً معروف عبر الحقب..
نحو_تكوين_مهني_واعد