"ذوك هوم طلبتها الي يجلو عنها بعراص "
يحكى أن إمرأة من إحدى قبائل منطقة اترارزة المشتهرة بإهتمامها بالثروة الحيوانية ،كان عندها قطيع تليد من الضأن ورثته أبا عن جد وتكاد تفديه بالنفس والولد .
في أحد مواسيم الخريف الممطرة ،وبعد ان أخذت الارض زخرفها وازينت وازدان الضأن إيناثا وذكورا وتزايدت أعداده بسبب تكاثر الولادات ،جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن ،حيث نزلت جائحة "بعراص"او "أطيار" التي لا تبقى عادة ولا تذر ،حيث تحصد ارواح الضأن حصدا وتختار أكثرها شحما ولحما .
دخلت صاحبتنا نوبات غم وهم لا تعبر وبقيت مكتوفة الأيدي متفرجة على تساقط "أفلاذ كبدها "واحدة تلو الاخرى .
لم يكن في ذلك الزمن من دواء لهذا الوباء الا الطلاسم "لحجاب
"فأصبحت هذه السيدة تتطوف بين مرابع اهل هذا الفن وما أن يذكر لها احدهم في أرض إلا حلت عنده ،فكان هذا يعطي حصى تذر في "لمراح "وهذا يعطى اوراقا تدفن هنا وهناك في المسار الرعوي للقطيع ،وهذا يأتي بنفسه ويخطو خطوات بين القطيع يوزع الريق يمنة وميسرة ،لكن "بعراص"ظل غير معني بكل هذا ،فما يهمه هو زيادة وتيرة هلاك القطيع .
ذات ضحى ،كانت أختنا مستغرقة في التفكير في حال ماشيتها وحالها بعد نفادها ،إذ سمعت رغاء جمل يناخ امام الخيمة ،فرفعت بصرها فإذا الطارق هو الولي الصالح احمد ولد العاقل رحمه الله ،فنادت "ذوك هوم طلبتها الي يجلو عنها بعراص"وفعلا لم تمت شاة في ذلك"لمراح "بسبب بعراص منذ تلك اللحظة"
موجبه تعيين أخي وزميلي امّم ولد حماه الله أمينا عاما لوزارة الزراعة ،فلا أعرف اليوم من أبناء هذا القطاع ،الذي أتابعه منذ ما يناهز اربعة عقود من الزمن ، اكثر من المهندس امّم دراية بقضايا التنمية الزراعية في مورتانيا والإشكالات المرتبطة بها ،أرجو له التوفيق في مهامه الجديدة ،
احمد سالم ولد احمد ،
من الخرطوم مع التحية ،