الحقيقة/ أنواكشوط / لا يجادل اثنان في موريتانيا ولا مالي على كونه ولي صالح نشأ وترعرع في ظل الدعوة ونشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف؛ فكان أهلا حمل مشعل الطريقة التيجانية الصوفية التي كان لها فضل كبير في حماية الموروث الديني وتعاليمه ونشرها في القارة.
ورغم أن بعض الروايات تقول بأنه من مواليد تشيت التاريخية بموريتانيا وتقول مصادر أخرى أنه من مواليد مدينة بنمبا في ولاية كولي كروا نهاية القرن الثامن عشر إلا أنه أنشأ مدينة نيورو وينزغ نجمه فيها، و التي قاد منها مشعل نشر الدعوة والجهاد ضد الغزاة المستعمرين.
مع الحملة العسكرية للمستعمر الفرنسي الذي دخل مالي وموريتانيا وقف المجاهد الكبير والولي الصالح ضدهم وأفتى بمقاومتهم فكادوا له المكائد والحيل بعد رفضه المطلق للتعاون معهم أو التهادن، فزجوا به في مؤامرتهم التي افتعلوا بها الفتنة في موريتانيا.
خاصة وأن الولي المجاهد ظل ينشر الدين والتصوف في جميع المناطق الواقعة على الحدود مع مالي.
وعندما فشل الغزاة في الضغط عليه بكل الحيل والمكائد قرروا الزج به في السجن، لكن ذلك لم يثني من عزم شيخنا حماه الله الذي فاجأهم في كل منطقة يحل بها ضيفا في قواعدهم التي بها سجونهم تنامي المقاومة ضدهم بفضل انتشار تلاميذه ومريديه ومحبيه في مالي وموريتاني.
حير الولي المجاهد شيخنا أحمد حماه الله المستعمر بما من الله به عليه من كرامات الصالحين الأولياء التي شاهدها الأعداء عن قرب، فما زاده ذلك إلا صبرا وتعبدا وزهدا ووقوفا عند موقف الذي ظل عليه لم يتزحزح عنه قيد أنملة.
ويبقى السؤال المحير حتى اليوم هو لما ذا لا يكون الولي المجاهد الكبير شيخنا أحمد حماه الله في طليعة قائمة المقاومة في موريتانيا؟ أم أن موقف مازال هو المسيطر حتى اليوم؟