الحقيقة \ تحتضن مدينة مونبلييه، الواقعة جنوب شرق فرنسا اليوم القمة الفرنسية- الإفريقية الـ28 بحضور وفود من 53 دولة إفريقية تضم مثقفين ورواد أعمال وفنانين ورياضيين شباب، إضافة إلى جمعيات من المجتمع المدنى الإفريقى والفرنسي.
وتختلف هذه النسخة عن باقي القمم الماضية، كونها لن يشارك فيها أي رئيس دولة أو رجل سياسي، عدا إيمانويل ماكرون نفسه لكن سيكتفى بإلقاء خطاب أمام الشبان الحاضرين قبل أن يفسح المجال لأعمال مؤتمرهم.
ويتوقع أن يحضر الاجتماع نحو ثلاثة آلاف شخص، بمن فيهم أكثر من ألف شاب من القارة السمراء، إضافة إلى العديد من مكونات المجتمع المدني الفرنسي، لبحث قضايا اقتصادية وثقافية واجتماعية.
وبفضل الصيغة الجديدة للقمة التي اختارها الاليزيه، يكون إيمانويل ماكرون قد استبعد بشكل غير مباشر رؤساء وزعماء أفارقة لأول مرة في تاريخ هذه القمة التي تشهد منذ 1973 على العلاقات المتقلبة والمضطربة بين بعض دول هذه القارة الشاسعة وفرنسا، المستعمرة السابقة.
يذكر أن بعد قمة بوركينا فاسو في منطقة الساحل التي نظمت في 2017، تم تأجيل قمتين اثنتين بسبب جائحة فيروس كورونا.
و تحتضن قاعة «لوكوروم» صباح اليوم الجمعة خمس ورشات يتم خلالها تبادل الأفكار حول خمسة مجالات، وهى الاقتصاد والرياضة والتعليم العالي والبحث العلمي والديمقراطية إضافة إلى الميادين الثقافية. والهدف منها رسم علاقة جديدة بين القارة السمراء و فرنسا.
ويأتي هذا الموعد في وقت تأزمت فيه العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا وبعض الدول الإفريقية، لا سيما بعد إعلان باريس أنها ستخفض عدد التأشيرات الممنوحة عادة لمواطني الجزائر والمغرب وتونس، وإغلاق الجزائر مجالها الجوي أمام الطائرات العسكرية الفرنسية احتجاجا على تصريحات منسوبة لماكرون، وفى وقت استدعت فيه مالي السفير الفرنسي احتجاجا على تصريحات ماكرون «غير الودية والمهينة» للحكومة الإنتقالية في مالي.
من هو مهندس القمة الفرنسية الإفريقية ؟
هو المفكر المسيحي من أصل كاميروني، أشيل مبيمبي المولود سنة 1957 في بلدة تبعد 60 كيلومترا عن ياوندي و الحامل للجنسيتين الكاميرونية و الفرنسية. و يُعد مبيمبي أحد أبرز المؤسسين لدراسات ما بعد الاستعمار، وهو صاحب مؤلفات نالت الشهرة عالميا بينها : "الوحشية" و"نقد العقل الزنجي".
و قد جال مبيمبي في إفريقيا على امتداد سبعة أشهر، زار خلالها 12 بلدا، و اشرف على تنظيم ستين جلسة نقاش وحوار مع الفاعلين في المجتمع المدني تحضيرا للقمة الفرنسية-الإفريقية. وقال مبيمبي في مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية (إر إف إي) إن هذه الخطوة كانت "من دون أدنى شك ضرورية لأجل الخوض في أهمية ومحتوى القمة، وهذا يعود بالفائدة لإفريقيا".
و يوم الثلاثاء الفائت قدّم تقريرا للرئيس إيمانويل ماكرون لأجل "إعادة التأسيس للعلاقات بين فرنسا والقارة السمراء"، كما أنه تشرف باختيار 12 شابا سيتناقشون مع الرئيس ماكرون.