الحقيقة \ نواكشوط \ لا يزال الوضع في السودان يلفه الكثير من الغموض، في الوقت الذي تتوارد فيه الأنباء تباعاعن قيام الجيش باعتقالات و تطويق بعض المقرات الحكومية. و تقول اطراف من قوى الحرية و التغيير أن الامر يتعلق بانقلاب يقوده قادة المكون العسكري في المجلس السيادي في إشارة إلى الفريق أول عبد الفتاح البرهان و قائد قوات التخل السريع الفريق أول أحميدتي.
و في أول رد فعل لجناح قوى الحرية و التغيير(قحت) الرافض لإقالة حكومة رئيس الوزراء الحالي حمدوك، والأخير تقول بعض المصادر إنه جرى اعتقاله و عددا من الوزراء، دعا هذا الفصيل الشعب إلى هبة لحماية الثورة مذكرا بأن الشعب أقوى و الردة مستحيلة.
كما أصدر تجمع المهنيين بيانا يطاب فيه "جماهير الشعب السوداني وقواه الثورية ولجان المقاومة في الأحياء بكل المدن والقرى والفرقان، للخروج للشوارع واحتلالها تماماً، والتجهيز لمقاومة أي انقلاب عسكري بغض النظر عن القوى التي تقف خلفه."
و للتذكير ، يشهد السودان منذ فترة خلافات على عدة مستويات بين اطراف السلطة التي حكمت البلاد بعد سقوط حكم الرئيس السابق عمر حسن البشير. و زادت هذه الخلافات بعد التطورات الأخيرة التي أشعلها تملّص قادة المكون العسكري من تسليم بعض مهام السلطة للمكون المدني و هو ما اعتبرته بعض أطرافه نكوصا عن الإنتقال الديمقراطي الذي تضمنته الوثيقة الدستورية المبرمة بين قوى الثورة و قادة المجلس العسكري. و زاد من اتساع الأزمة، الإنقسام الذي حدث في قوى الحرية و التغيير و انتفاضة الشرق التي يقودها الزعيم القبلي، محمد الأمين الترك، للمطالبة بإقالة الحكومة الحالية و إنصاف أهل الشرق الذين كان ظلمهم و تهميشهم سببا في قيامهم بإغلاق المنطقة التي تحتضن أهم الموارد الإقتصادية للدولة السودانية. و هو الإغلاق الذي فاقم من مشاكل البلد الداخلية و عزز الإنقسام و الشكوك في تورط المكون العسكري في افتعال هذه الأزمة، و تفجير الوضع من جديد.