.png)
.jpg)
قال تعالى: {منَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}؛
وقال عزّ وجلّ: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَة مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي}، صدق الله العظيم.
تلقينا في حزب تكتل القوى الديمقراطية، ببالغ الحزن وعميق الأسى، وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، نبأ وفاة المغفور له بإذن الله تعالى، الوالد أحمد ولد محمد صالح، عن عمر حافل بالخير والعطاء.
يُعتبر الفقيد أحد أبرز قادة الجيل المجيد من الآباء المؤسسين للأمة الموريتانية، حيث كان حاضرا في جميع المحطات التي مرّ بها قطار التأسيس، فكانت مساهماته دوما تتسم بالوطنية، والحنكة السياسية والاعتدال.
كما عُرف بتفانيه الدؤوب في خدمة الوطن، بجد ومسؤولية، ونزاهة وإخلاص، و تواضع وجدارة، في المناصب التي شغلها عبر مسيرته المهنية الثرية؛ وبعد انقلاب 1978، نأى الفقيد بنفسه عن التعامل مع الحُكام الانقلابين، ولم يتقرّب قط للأنظمة الاستثنائية التي تعاقبت على البلد، مفضلا الاستمرار في خدمة الوطن من مواقع أخرى ومنابر شتّى أخلاقية واجتماعية، واقتصادية وإصلاحية، فكان - رحمه الله - يُساعد الضعيف ويُكسب المعدوم، يُعين على نوائب الحق ويُصلح ذات البين.
وممّا لا مراء فيه أنّ الوالد أحمد ولد محمد صالح يتمتّع بمكانته خاصّة في وجدان الموريتانيين، الذين يُجمعون، بتنوع مشاربهم وانتماءاتهم، على كونه من أبرز الشخصيات السياسية والاجتماعية للبلد، وأنّ رحيله يشكل خسارة فادحة للوطن بأسره.
وأمام هذه الفاجعة الأليمة، وبعد هذا المصاب الجلل، فإنّ الرئيس أحمد ولد دادّاه، وقيادة ومناضلي حزب تكتل القوى الديمقراطية، يتوجهون بخالص تعازيهم القلبية إلى أسرة الفقيد وأصدقائه، وإلى الشعب الموريتاني، وإلى كافة المتشبّثين بالقيم والأخلاق والشرف والفضيلة، مُتضرعين إلى المولى عزّ وجلّ أن يتغمّده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، يجول وينعم في سدر مخضود وطلح منضود وظلّ ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة وفرش مرفوعة، مع الذّين انعم الله عليهم من النبيين والصدّيقين والشّهداء والصّالحين، وحسن أولئك رفيقا، وأن يُلهم الأهل والوطن الصبر والسلوان؛
وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
نواكشوط، 5 جمادى الثانية 1443 – 9 يناير 2022
حزب تكتل القوى الديمقراطية
