قال تعالى: "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون" وقال "كل نفس ذائقة الموت" وقال "إنك ميت وإنهم ميتون".
لقد علمنا في "المكتب التنفيذي لجماعة أهل الشريف لكحل" برحيل الوالد العابد الزاهد، الراكع الساجد، القانت آناء الليل يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه، الخاشع الخاشي، الفاضل الباذل، القارئ للقرآن المقرئ له، الشيخ: سيدي محمد بن محمد بهدل، الذي رحل عنا أمس، ورحل برحيله الخلق العظيم، والتواضع الشديد، والابتسامة الصادقة، والكلمة الطيبة، والاستقامة الفطرية، وبسط الكف على العفاة والفقراء والمساكين.
فله في الندى أياد وأيد * ما لأهل الندى بهن يدان
لو رآها عبد المدان ومَعْنٌ * دان معنٌ لها وعبد المدان.
ونحن إذ نعزي أنفسنا أولا بهذا المصاب الذي نعتبره مصابنا نعزي فيه أسرته ممثلة في ابنه الْبَرِّ االكريم الطيب، الذي شابه أباه، ومن يشابه أبه فما ظلم، كما نعزي فيه بناته الطاهرات، ونعزي فيه أبناء إخوته، وسائر ذريته وآل بيته وعشيرته الأقرين جميعا، وجميع أهل الشريف لكحل في كل مكان، داخل الوطن وخارجه، كما نعزي فيه سكان مقاطعة الطينطان عامة، فهم من الذين يُعزون فيه جميعا، لِما كان له عليهم من مِنَنٍ وفضل وكرم وبذل وعطاء، فقد كان مأوى لفقيرهم، وقبلة لمحتاجهم، ووجهة لمكروبهم...
فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر له ويرحمه، ويوسع مدخله، ويكرم نزله، وينور قبره، ويخلفه في عقبه وآل بيته، وأن يبقي البركة فيهم.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.