الحقيقة / نواكشوط / غداة إشراف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني يوم 02 دجمبر 2019 على إطلاق حزمة مشاريع تطوير وعصرنة مدينة سيلبابي، تحولت المدينة إلى ورشة عمل كبرى حيث تمتد مباني المنشآت والمؤسسات الصحية والسكنية والإدارية والتعليمية والتجارية على مد البصر.
يأتي ذلك تنفيذا لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية المتعلقة بمواجهة تداعيات السيول الجارفة التي اجتاحت المدينة خريف 2019 وخلفت ضحايا من سكان المدينة مع الأضرار المادية الجسيمة.
واليوم، تكتمل معظم الأشغال في هذه المشاريع الهامة مع احترام للآجال الزمنية الواردة في دفاتر الالتزامات وفي تجسيد عملي وسريع لخدمة السكان وتلبية تطلعاتهم في تقريب الخدمات منهم وسعيا لإيواء المتضررين من الفيضانات من مختلف أرجاء مدينة سيلبابي المترامية الأطراف.
وهكذا اكتملت الأشغال في بناء 50 وحدة سكنية تبلغ مساحة كل وحدة منها 300 متر مربع، وتتألف من غرفتين وصالون ومطبخ وحمام، وقد شيدت جميعها وفق تقنية الطين المضغوط، (BTC)، ويتكون اللبن المضغوط من خليط حبيبات طين ورمل وحصى مع إضافة نسبة 8% من الإسمنت ويتم خلط هذه المواد بخلاط أوتوماتيكي ومنه ينتج خليط متماسك ليتم نقله في مرحلة ثانية إلي الضاغط الأوتوماتيكي ثم يخرج على شكل لبِنات لتبدأ عملية الري بالمياه لمرتين خلال اليوم ولمدة ثمانية وعشرين يوما بدون أي تعرض لأشعة الشمس وبعدها يدخل مرحلته الأخيرة وهي التجفيف تحت أشعة الشمس ولمدة 48 ساعة.
ومن خصائص اللبِن المضغوط، أنه يقوم بالعزل العالي للحرارة ولديه القدرة على مقاومة ارتفاع نسبة الأملاح في التربة ونسبة الرطوبة في الجو كما أنه أقل وزنا بنسبة 55% مقارنة بالأنواع الأخرى وأقل تكلفة كذلك.
كما تم من خلال المشروع، تكوين وتأطير 120 من شباب الوطن على تنفيذ مثل هذه الأشغال وهم اليوم يحملون تجربة نجاح وامتياز يمكنهم تعميمها لصالح الورشات والبرامج المماثلة في القطاعين العام والخاص.
وتم تنفيذ هذا المشروع- الأول من نوعه في البلاد- من طرف مؤسسة تنفيذ الأشغال المنجزة بالمواد المحلية التابعة لقطاع الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي، حيث أكد المدير العام لهذه المؤسسة السيد محمد الأمين ولد خطري في تصريح للوكالة الموريتانية للأنباء أن البناء بالمواد المحلية يمتاز بخصائص وفوائد عديدة منها انخفاض التكلفة واستخدام مواد صديقة للبيئة وملائمة للظروف المناخية، بالإضافة لتوفير فرص للعمل وتثبيت السكان في أماكنهم والحد من الهجرة وخاصة بالنسبة لفئة الشباب والطبقات الهشة.
وأضاف أن المزايا التي يوفرها استخدام المواد المحلية في تنفيذ الأشغال، جعل الاهتمام بها يدخل ضمن أولويات سياسات الحكومة في مجال الإسكان والتعمير لإرساء سياسة ناجعة قادرة على توفير سكن اجتماعي لائق وملائم لتقلبات المناخ في مختلف مناطق الوطن انسجاما مع الرؤية الثاقبة الواردة في البرنامج المجتمعي لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
ومن جهة أخرى، أوشكت الأشغال على نهايتها في مستشفى تخصصي جهوي كبير بمنطقة الإيواء في سيلبابي بطاقة استيعابية تبلغ 150 سريرا وسيشكل إضافة نوعية في التغطية الصحية بالولاية.
وعلى صعيد آخر، اكتملت الأشغال في إعدادية سيليبابي الجديدة المكونة من 16 فصلا دراسيا ومبنى للإدارة، ووحدة فنية، وسكن للمدير وآخر للحارس، فضلا عن ملحقات أخرى بالإعدادية.
كما أشرفت الأشغال على نهايتها في مباني المجلس الجهوي بكيدي ماغه الذي يتكون من 5 أجنحة للعمل الإداري، وجناح خاص برئيس الجهة، و3 قاعات كبرى للاجتماعات، إضافة إلى العديد من المرافق المكملة وملحقات عديدة أخرى.
وقبل هذا وذاك، انتهت الأشغال في مجمع إسلامي ضخم يضم جامعا يتسع لحوالي 800 مُصل مع محظرة نموذجية تضم سكنا لطلابها وآخر لشيخها وعدة قاعات لتلقي الدروس.
كما انتهت الأشغال في سوق للحبوب يضم عنابر للباعة ودكاكين للبضاعة وعدة ملحقات أخرى؛ كما انتهت الأشغال منذ فترة في محطة طرقية كبرى تضم مواقف للسيارات ومباني إدارية ومخازن للشحن والتفريغ ومرافق تجارية وخدمية مختلفة.
وحول أهمية هذه المنشآت المنفذة من طرف شركة "إسكان" ومؤسسة تنفيذ الأشغال المنجزة بالمواد المحلية بالنسبة لسكان الولاية أدلى والي كيدي ماغه المساعد السيد سيدي محمد ولد اسويلم الوالي وكالة؛ بتصريح للوكالة الموريتانية للأنباء ثمن فيه هذه المكاسب الجوهرية التي تكسو مدينة سيلبابي بحلة بهيجة من البنى التحتية والمرافق الخدمية وتجسد في الواقع المعاش شعار تقريب الخدمات من المواطنين.
وأضاف أن البرنامج المبهر لتطوير وعصرنة المدينة يمثل نقلة نوعية كبرى ومصدر ارتياح وغبطة والمواطنون المتضررون من مناطق غمر السيول يستعدون لاستلام مساكن جديدة وبمواصفات فنية تتأقلم مع الظروف المناخية السائدة في المنطقة.
وأوضح أن استلام مؤسسة صحية بحجم مستشفى تخصصي جهوي وبطاقة استيعابية كبيرة، سيساهم دون شك في تعزيز المنظومة الصحية في الولاية وتمكين السكان من الولوج إلى خدمات الصحة في ظروف جيدة؛ كما أن الاستفادة من مؤسسات تعليمية ومباني إدارية بنمط معماري عصري رائع، سيعزز المكاسب ويدفع بعجلة التنمية إلى الأمام.
هكذا انبثقت مدينة جديدة في منطقة إيواء آمنة من مسارات السيول وفي موقع استراتيجي متميز تتراءى مكاسب وإنجازات شاهدة وماثلة للعيان تحققت في ظرف وجيز وبتمويل ذاتي من موارد الدولة رغم التداعيات الاقليمية والعالمية السلبية لانتشار وباء كورونا خلال العامين الماضيين.
تقرير: الناجي ولد بَلَّالْ