ولاية تگانت من التهميش إلى مطالب التقسيم

ثلاثاء, 10/25/2022 - 10:24

تعاني ولاية تگانت من تهميش ممنهج على جميع المستويات حيث تعيش مناطق واسعة منها عزلة منقطعة النظير كتشيت والقدية ومنطقة الأودية وغيرها. بينما تتقطع السبل بسالكي طريق تجكجة أطار بفعل الرمال وغياب مؤسسات صيانة الطرق.
وعلى المستوى الاقتصادي شهدت هذه الولاية خلال الاعوام الماضية جفافا ماحقا وشحا في المياه رغم وجود مخزون لا بأس بها من المياه... المطار معطل والولاية بدون مشاريع تنموية. هذا الوضع الكارثي أثر على ثروات المنطقة وتنميتها الحيوانية وعمرانها... مات النخيل وهاجرت قطعان الماشية وغلت المعيشة، وهاجر جمهور السكان...
هذا رغم وجود أودية عديدة ومناطق صالحة للزراعة والاستصلاح لو تدخلت الدولة ونفذت برامج طموحة، فالتامورت وبغدادة وغيرها مناطق ذات ريع كبير لو استشمرت.
خاصة بعد ما من الله على الولاية هذا العام بالمطر.
آخر نكبات الولاية مطالبة بعض أبناء بلدية الحصيرة بتبعية البلدية لمقاطعة بومديد في العصابة، وهو طلب مستغرب بكل المعايير، فمن الناحية الموضوعية فيه تجاوز للحدود الطبيعية بين هضبة تگانت، وسهل الرگيبة، وهي حدود ميزتها الجغرافيا وخلدها التاريخ، ومن الناحية الاجرائية لم يستشر فيه السكان وانما كان قرارا أحاديا من بعض أفراد مكون واحد من بلدية متعددة المكونات فيها أودية ومناطق عديدة تعود لعدد غير قليل من القبائل كأهل مولاي الزين وإدوعيش وتجكانت وأهل الطالب مختار وأولاد أبييري وغيرهم فلم يؤخذ رأي سكان (أهل أگراف العطش وفرع آياره والمگيطع وفرع أوروار والمعيرظ واودي الجمل والحفر) وغيرها من المناطق الآهلة بالسكان. رغم أن العلاقة الاجتماعية بسكان بومديد من أبرز مبررات أصحاب هذا المطلب. إنه بحق طلب أحادي لا معنى له، وافتيات على السكان وحديث باسمهم من غير تفويض...
لقد عانت تكانت سابقا من هذا الامر فقد اقتطعت منها مناطق عدة فقد اقتطع بومديد سنة 1969م واقتطعت القايرة بعد ذلك بداية الثامنيات. لكن تلك الاقتطاعات كانت لها بعض المبررات الموضوعية مثل سهولة التواصل مع ولاية العصابة بالنسبة لبعض المناطق، وذلك بخلاف منطقة الحصيرة التي تقطع في هضبة تگانت.
وأعتقد أن النظام الحالي بما يملك من حكمة وتجربة لن يصغي لهذه المطالب الاحادية الجائرة. خاصة وأن فيها ترسيخا للمفاهيم القبلية التي تتنافى مع مفهوم الدولة وتقديما لها على المعطيات الجغرافية والتاريخية الراسخة.
ونحن نحترم للاخوة الذين رفعوا هذا المطلب رأيهم، لكن عليهم أن لا يتحدثوا باسم السكان الآخرين، وأن يعلموا أن مطلبهم سيفتح بابا من الفوضى فسيطالب سكان أشرم بالتبعية لعمقهم الاجتماعي في العصابة، وسكان تشيت بالتبعية للحوض ويطالب سكان تجكجة بالتبعية لآدرار... وبذلك يفتح باب من الفساد والفوضى لا حدود له. ولسنا نمانع في تلبية طلب المطالبين بالانضمام لبومديد لكن من غير إخلال بتيعية الاودية المحيطة بهم لتگانت إن كان ذلك ممكنا!

محمد ولد إبراهيم ولد الدي ولد بكار ولد اسويد أحمد