غزواني... و البناء المؤسَّس...

سبت, 12/23/2023 - 11:43

أظهرت الاحتفالات بعيد الاستقلال هذه السنة و مستوى و حجم التدشينات، و المشاريع البنيوية الكبرى التي شيدت و التي هي في طور التشييد، أن بلدنا يشهد نهضة غير مسبوقة، و أننا على موعد مع تجاوز بلدنا للمشاكل البنيوية التي سببتها و خلفتها كل الأنظمة المتعاقبة، التي كرست الفساد و المحسوبية، و نمت في ظلها عقلية الأنانية و المصالح الفردية على حساب الدولة و المصلحة العامة.
إننا أمام رئيس يغلب جانب التخطيط و البناء على أسس صلبة، بعيدا عن منهج الاستعجال و التخبط، الذي استنزف خيرات بلدنا و مقدراته، في مشاريع مختلة التصميم، و البنيان، ما تلبث أن تنمحي لتعاد من جديد.
و ليس البناء هنا مقتصرا على المشاريع المادية، بل إن بناء الإنسان و الاستثمار في تنمية قدراته، و تأهيله ليصبح مواطنا صالحا، متسلحا بالعلم و المعرفة، مستقيم السلوك متشبثا بقيمه، هو البناء الحقيقي الذي يعول عليه في تحقيق الرفاه و المستقبل المزدهر للشعب و الدولة، و قد عني صاحب الفخامة بهذا البعد، فأولى اهتمامه بإعادة اللحمة الاجتماعية، و تعزيز قيم المواطنة، و إثراء المشترك الذي يضمن تماسك المجتمع و تجاوزه لنوازع الأنانية و الفئوية، و ذلك من خلال التمسك بقيم الدين و الالتزام بضوابط الشرع، كمشترك يشمل الجميع، و بتعزيز ثقافة المواطنة من خلال ضمان مساواة الجميع في الحقوق و الواجبات.
و من هنا جاءت فكرة المدرسه الجمهورية التي توفر التعليم لأجيالنا بنفس الحظوظ و في نفس الظروف، يتساوى فيها الغني و الفقير، و تتوحد فيها لغة الخطاب و التدريس، لتنتج جيلا موحدا، متفاهما قضى على مظاهر التفاوت و التباين في بداية تشكل وعيه.
موازاة مع ذلك و عناية بنفس الفكرة - فكرة بناء الإنسان- كان الاهتمام بالطبقات الهشة ظاهرا جليا، و شكل حجر الزاوية في برنامج فخامة رئيس الجمهورية، مع اعتماد طرق مختلفة لجسر الهوة بين طبقات المجتمع، فراوحت المشاربع بين المساعدات الآنية المستعجلة، و تمويل المشاريع المدرة للدخل، و دعم الزراعة المطرية، و توفير التأمين الصحي لنصف مليون مواطن، و إنشاء صندوق للتأمين الصحي متاح للجميع بأسعار رمزية.
إضافة إلى تطبيع الحياة السياسية، و الاعتراف لكل الأطياف السياسية بأدوارها المهمة في بناء الدولة، فتم توشيح قادة المقاومة، و رؤساء الأحزاب السياسية المعارضة، و تثمين دور منظمات المجتمع المدني، و إطلاق العنان للحريات العامة، و فتح وسائل الإعلام العمومي أمام كل الأطياف، و تحرير مجال السمعي البصري، و فتح الفضاء الرقمي أمام المدونين و الآراء المختلفة، مع ضبطها بقوانين، تكبح جماح الشعبويين، و العنصريين، و تحمي أعراض الناس من فوضى الإعلام الشعبي المنفلت.
و قد خلقت هذه الظروف فرصة لإطلاق ورش البناء و التشييد و أصبحت البلاد ميدانا لتنافس شركات التعمير، تشيد الطرق، و الجسور، و تبني السدود، و تحفر الآبار، و تبني الأحياء السكنية، المخصصة للطبقات الهشة، و تخطط المدن المشيدة بطرق بدائية و فوضوية.
كما سمحت هذه الظروف بالتفكير في بناء اقتصاد صلب متعدد الموارد، لا يكتفي باستغلال الموراد الطبيعية التقليدية فحسب، بل يضيف إليها موراد مبتكرة كالطاقة النظيفة و الهيدروجين الأخضر، التي أصبحت وجهة العالم، و قد نجحت سياسة الدولة و خطط صاحب الفخامة و ديبلوماسيته الحكيمة بتحول بلادنا إلى وجهة للاستثمار، و تدفقت رؤوس الأموال الأجنبية إلى بلادنا و صنفتها وكالات التنمية و التأمين، إلى وجهة مفضلة للاستثمار.
و دون خوض في الأرقام الكثيرة و المتاحة لكل جاد و منصف، فإن بلدنا تحت رعاية صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني، و في أقل من خمس سنوات قد أصبحت مؤهلة لبناء نهضة حقيقة، بعد وضع الأسس اللازمة، و استعادة ثقة المواطنين، و المستثمرين، و بعد بسط السكينة و الاستقرار، في ظروف يشهد العالم فيها موجات مقلقة من عدم الاستقرار خصوصا في منطقة الساحل و الصحراء.
و انطلاقا مما تقدم و تأسيسا عليه يجب على كل موريتاني حر يمتلك إرادته، و يطمح لرؤية بلده في مصاف الدول المتقدمة، أن يدعم رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني و يطالبه بالترشح لمأمورية ثانية، و لم لا ثالثة - إن سمح القانون- و رغب المواطن في تعزيز المكتسبات، و في الاستقرار و التنمية و البناء.

و لقد أراد الله إذ ولاكها... من أمة إصلاحها و رشادها، ،،،،،،،،،،،

د. سيد محمد ابهادي