اختتمت الأيام التشاورية حول التحضير التشاركي للانتخابات، وعبّرت جميع القوى عن تصورها في المشهد السياسي للبلد بكل اريحية و ديمقراطية و الأهم من كل ذلك هو المشاركة الواسعة لأول مرة، في جو من الأريحية والأمل في تحقيق الهدف السامي المتعلق بتهدئة المناخ السياسي و نزع فتيل التورات و إرساء جبهة داخلية متينة وقوية يعتمد عليها في الصمود أمام انواع الازمات؛ فهنيئا لرئيس الجمهورية و هنيئا لمن ساهم في ذلك..
يبقى على الأحزاب السياسية أن تدرك بأنها مشاريع اجتماعية لها تصوراتها الاقتصادية و الاجتماعية مع العلم بغض النظر عن اختلاف الرؤى، و هي التي تحدد ملامح المشروع المنشود و مدى قبوله أو تقبله من طرف المواطنين.
كما تبقى هذه الأحزاب إن كانت حاكمة أداة أساسية في التحسيس و الدفاع عن تطبيق برامج الحاكم دون خجل لأن ذلك في صميم دورها كما هو حال الأحزاب التي تدور في فلكها، و إن كانت أحزابا معارضة يتغير الأسلوب مع احترام التوجه والمنطلقات، غير أن معظم الأحزاب للأسف تفتقد إلى المرونة في احترام نصوصها كانتظام انعقاد دورات الهيئات و مشاركتها في رسم تصور الحزب..!
فالعمل الحزبي الميداني هو الضامن الحقيقي لاستمرار الأحزاب السياسية و استبدال أدوار هيئاتها تحت أي ظرف ولأي أسباب يقوّض التحام مناضليها و يهيئ للتشرذم، وبذلك نكون أخلّينا بمفهوم التهدئة وهيئنا الأرضية للمزيد من التشرذم و عدم الانضباط.
لنعمل جميعا على أن نجعل من احزابنا مؤسسات حقيقية تكبر في عين من انتسب لها و تزداد ثقته فيها وفي اختياراته المستقبلية.
إدوم عبدي أجيد/
عضو المجلس الوطني لحزب الإنصاف