تحت أسماء مستعارة تارة و نكراتٍ تارة أخرى ،استمرأ البعض الزج باسمي فى موضوع جوازات دبلوماسية موريتانية (قد) تكون بِيعت لأطراف ليبية إبان الثورة التي أطاحت بنظام القذافي.
لم أفكر يوماً فى تتبُّع تلك الأسماء المستعارة ولا تلك النكرات؛ إذْ ليس من هواياتي تعقُّبُ الجرابيع والأشباح.
اليوم يبدو أن شخصا معروفا - على الأقل من خلال صور صفحته على الفيسبوك وعنوان وظيفته المحتملة- منحني صفة "سمسار لتلك الجوازات الدبلوماسية".
لقد قدم لي هذا الشخص خدمة جليلة، فقررتُ- شاكرا- أن أرد له الجميل ، وأتيح له فرصة إثبات ما كتبت يده أمام المحاكم، وبشكل رسمي.
إن كل المسؤولين الموريتانيين فى حقبة الثورة الليبية لا يزالون - ولله الحمد- أحياء يرزقون، وأولهم محمد ولد عبد العزيز الذي ينافح عنه من يقذفني اليوم علنًا وبوجه مكشوف.
هناك أمور لا يمكن التشكيك فيها:
أولاً: محمد ولد عبد العزيز عالمٌ بكل ما بِيع أو عُرض للبيع من إنسانٍ وحيوانٍ وجمادٍ فى موريتانيا خلال فترة حكمه،وعليه إمداد "كاتبه" بما لديه من أدلة، فسوف
يحتاج(ان) إلى ذلك،
ثانيا: لا يمكن منح جواز دبلوماسي دون علم الرئيس، خاصة فى فترة عزيز الذي جمع فى يديه صلاحيات الوزراء والسفراء والمديرين والمحاسبين…
ثالثا: الجوازات الدبلوماسية يستحيل منحها - عبر المسطرة العادية انذاك- دون علم خمسة أشخاص على الأقل : وزير الخارجية ( الذي يوقع الجوازات الدبلوماسية)، الأمين العام لوزارة الخارجية ( الذي يحتفظ بأصول الجوازات الدبلوماسية عُهدة فى خزانة مؤمَّنة فى مكتبه)، المستشار القانوني للوزارة ( الذي قد يُطلب رأيه لتسبيب منح جواز دبلوماسي أو منعه)، خطاط الجوازات (وهو الخطاط المعتمد فى رئاسة الجمهورية )، مدير تشريفات وزارة الخارجية ( الذي يرقم ويؤرخ الجوازات ويحتفظ فى الأرشيف بنسخ منها بعد التوقيع).
رابعا: أنا- باباه سيدي عبّد الله- لم أتولَّ يوما أياً من هذه المسؤوليات، و يشهد الله العلي العظيم أنني لم أسمع بقصة هذه الجوازات الدبلوماسية إلا بعد سنة من مغادرتي لوزارة الخارجية.
خامسا: يمكن للرئيس ( خاصة إذا كان عزيز) بيع أو إهداء ما شاء من الجوازات الدبلوماسية ومن غيرها لمن أراد، فهي أخف وزناً من صناديق الدولار المزور، وأطنان سمك بولي هونغ دونغ، و ملايين العملات الصعبة المقبوضة ثمنًا للاجئٍ من ذوي القربى، و آلاف الكيلومترات المربعة المقتطعة من المدارس والساحات العمومية، وعمولاتٍ ومضارَبات لا يزال سماسرتها و شهودها بيننا ولله الحمد.
سادسا: أُهدي " القاذف" وأترابه معلومة قد تفيدهم فى تخرُّصاتهم القادمة: حين كان عُمر " القاذف" ست سنوات كنتُ وأخي الغالي محمد ولد بوعماتو سنة 1992 فى قيادة حملة أخينا الفاضل موريس بنزا لمنصب نائب أكجوجت، المدينة العريقة التي اختارها محمد ولد عبد العزيز لاحقا مسقطا لرأسه!!!
يا كُتّاب عزيز اعلموا أن صداقتي مع محمد ولد بوعماتو ووقوفي فى صفه ليسا جديدين، وهما شرف عظيم والتزام مبدئي أعض عليه بالنواجذ.
والسلام على من اتبع الهدى.