حينما أختار الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى رفع السقف عاليا، ورسم بوضوح معالم المرحلة القادمة؛ كان الرجل يتكلم عن وعي وتجربة ، وهو يشعر بالمرارة من حال بعض النخب السائرة بالبلاد نحو الخلف..
لم تكن كلماته مجرد وعود انتخابية فارغة، ولاتلويح مرشح يحاول امتصاص غضب الناخبين، بل كان يطرح بوضوح رؤيته للمأمورية الثانية، ويرسم بشكل صادق خطوطه الحمراء. وينذر - وهو غير مجامل أو محابى- أولئك الذين مردوا علي الظلم والاختلاس والتطفيف وخيانة الأمانة.
لا يخامرني شك أن الرجل - وقد عرفته عن قرب- قرر قلب الطاولة فوق أعداء التنمية والاستقرار ، وأخذه قراره بشأن مواجهة بؤر التوتير والتلاعب بالمال العام؛ وأنه سيختار الأصلح للمهمة - وقد فعل- ، وسيمنحه من من الحضور والصلاحيات مايمكنه من تنفيذ ما ألتزم به الرئيس الشعب، وسيواجه بكل قوة وإصرار ما حذر منه ، ودعا إلى التخلى عنه فورا ودون تأخير.
الإقالات ستكون حاضرة خلال الأسابيع القادمة كرد طبيعي علي سلوك البعض ، والعرفان بالجميل لأهل الفضل أمر مفروغ منه؛ ولكن ثقوا أن كل ذلك سيكون ضمن دائرة القانون، ولا أخذ بالشبهة، ولا مكان للإستهداف على أساس الرأي، ولكن ماعادات المواقف الداعمة للقصر تحمي أصحابها من سيف القانون..
ضرب الرؤوس الكبيرة بداية جدية لأي إصلاح يراد له أن يثمر، ومن أختار التصويت للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لزمه دعمه البرنامج الذي تقدم به للناخب وبه ألتزم للجمهور .