حقيقة رسالة تكليف معالي الوزير الأول/ بقلم: محمد عبدالله حبيب

أربعاء, 08/21/2024 - 09:26

الحقيقة / نواكشوط /كتبت مرة سابقة أن البرنامج الانتخابي عند الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ليس نصا تسويقيا، أو خطابا دعائيا، يلقيه بعد اكتمال الحملة الانتخابية، ويستاء من تذكيره به، أو الحديث عنه.

إنه ميثاق بينه وبين المواطنين، والتزام شخصي يرى على نفسه الحق في أن يعمل جاهدا من أجل إنفاذه، وإنجاز ما تضمن من مشاريع، وبرامج.

تقول رسالة التكليف التي، لم يسبق أن تحدث الإعلام عن نظيرة لها في سابق تشكيل الحكومات في بلادنا، إن البرنامج عقد بين الرئيس والشعب الموريتاني، ويشكل أيضا أساس العهد بين الرئيس وحكومته.

الوزير الأول هو المسؤول أمام رئيس الجمهورية عن تنسيق عمل الحكومة، وهو الذي وكله الرئيس بمتابعة تنفيذ أعضاء الحكومة هذا البرنامج، ولذلك فهذا البرنامج هو خريطة الطريق التي سيسائل عنها الوزراء، وسيقدم نتائج أدائهم بشأنها لرئيس الجمهورية.

انطلق عمل الحكومة قبل أيام، وكانت كل اللقاءات، والوثائق الصادرة عنها حتى الآن تؤكد على ضرورة الضبط الكامل للرأس المال البشري، وعلى الشفافية المطلقة، ومحاربة الفساد بكل أشكاله.

ما يريده الرئيس غزواني، وما ألزم به وزيره الأول، هو "العمل بجـد ونجـــاعة بـحيث يـحس المـواطـن، سـريـعا، بـتطور إيـجابـي مــــــلحوظ فــــــي الأداء الـــــحكومــــــي، مشيرا إلى أنه يدرك حجـــم وصـعوبــــة المـهمــــة مؤكدا على كامل دعمه، ومـــواكــــبته فــــي ســــبيل تحقيقها".

وتوضح هذه الققرة نمط الحكامة الذي يريده الرئي"؛ فأداء المهمة "يــجب أن يتم فـي إطـار الاحـترام الـصارم لمـبادئ وقـواعـد الـدسـتور، خـاصـة مـا يتعلق مــنها بــاحــترام وتــكريــس الــفصل بــين السـلطات التشـريـعية، والـتنفيذيـة، والـقضائـية، وضـمان اسـتقلالـية كل منها وسلاسة التعــاون فيما بينها"

وهنا تترتب الأولويات:
أولا: بـــناء دولـــة القـــانـــون والمؤســـسات القـــويـــة، ذات الحـــكامـــة الفـــعالـــة والعـصريـة، وذلك مـن خـلال تسـريـع وتـيرة الإصـلاحـات اللازمة لـتعزيـز مؤسـساتـنا الـــديـــمقراطـــية وجـــعل نـــظامـــنا الـــقضائـــي أكـــثر كـــفاءة واســـتجابـــة لـــتطلعات مـــواطـــنينا المشـــروعـــة فـــي الـــعدل والإنـــصاف وكذلك بالمـحاربـة الصارمة والفعالة للـفساد وبإضـــفاء المـزيـد مـن الأخـلاقـية عـلي الحياة الـعامـة.

ثـانـيا: بـناء اقـتصاد قـوي الأداء، صاعد، مسـتدام بـيئيا مـن خـلال إحـداث تـحول بـنيوي يـفضي الـي نـمو قـوي قـائـم عــــلي اقــــتصاد تــــنافــــسي، مــــتنوع وقــــادر عــــلي الـــصمود.

ثــالــثا: تــنمية رأس المــال البشــري، خــاصــة الشــباب، بــوصــفه عــدة الــــبلد وعـــتاده حــــاضـــرا ومســـتقبلا وذلــــك مـــن خــــلال عــملكم عــلى إصــلاح شــامــل لــنظامــنا الــتعليمي وتــكريــس المــدرســة الجــمهوريــة وتحســين جــودة وشــمول وفــاعــلية الــتعليم والــتكويــن فــي جــميع المــراحــل.

رابعا: دعــم الاندمـــاج الاجتمـــاعي ضمــانا للتلاحـم والوحدة من خلال تصور ووضع خطط وآليــات ناجعة لمكافحة الفقــر والتفـاوت الاقتصــادي والاجتمــاعي.

منقول من صفحة الكاتب