شهر نوفمبر يحمل في طياته معنى عميقاً لنا كموريتانيين، فهو ليس مجرد شهر في التقويم بل هو فصلٌ من فصول تاريخنا، شهر يرمز إلى التحرر والاستقلال. في 28 نوفمبر من عام 1960، وقفت موريتانيا بشموخ لتعلن استقلالها عن الاستعمار الفرنسي، معلنة بداية عهد جديد تحت راية الجمهورية. كان هذا اليوم بداية طريق طويل، شاق ومشرق في آنٍ واحد، نحو بناء دولتنا.
إن ذكرى الاستقلال تذكرنا بأهمية العمل المتواصل، وتدعو إلى استحضار تضحيات أجدادنا الذين قاوموا الصعاب لبناء وطن ينعم بالحرية والكرامة.
بالنسبة لي، كامرأة موريتانية، يذكرني شهر نوفمبر بمسؤوليتي تجاه هذا الإرث الغالي. فهو يذكرني بدوري في بناء مستقبل يليق بتاريخنا وبالدماء التي أريقت من أجل كرامتنا. نوفمبر يعني بالنسبة لي أمانة في عنقي لنقل هذا الإرث للأجيال القادمة، والسعي لتحقيق رؤية تعزز مبادئ الشرف، الأخوة، والعدالة التي نحملها في قلوبنا.
وبالحديث عن شهر الاستقلال، يحضرني الشاعر الكبير الراحل محمد كابر هاشم وأبياته مع لحنهما المميز:
نوفمبر آتٍ من الليل فجراً - به عبقٌ من دمِ الشهــدا
نفمبر آتٍ من الليل يحكي - مغاورَ شعبٍ يجيد الفدا
حانه الشبيه الشيخ ماء العينين