أعلن اليوم السبت في العاصمة الكوبية هافانا عن وفاة الرئيس فيدل كاسترو، وبذلك يغيب واحد من آخر رموز القرن العشرين، والذي جعل من جزيرة صغيرة في الكاريبي محورا لاختبار قوة بين القوتين العظيمتين، وكان من بين أكثر شخصيات العالم تعرضاً لمحاولات الاغتيال.
وكان كاسترو الذي توفي على فراش المرض عن عمر يناهز التسعين عاماً، قد دخل عام 2011 موسوعة جينيس للأرقام القياسية من حيث عدد محاولات الاغتيال التي تعرض لها خلال حكمه.
الزعيم التاريخي كاسترو .. مات على فراشه رغم 638 محاولة اغتيال في الفترة التي سبقت عام 2006 عندما نقل صلاحياته الرئاسية لأخيه راؤول كاسترو.
وأشارت البيانات إلى أن وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه" كانت في أغلب الأحيان الجهة المدبرة لهذه المحاولات، واستندت موسوعة "غينيس" إلى وثائق "سي آي إيه" في منح فيدل كاسترو لقب "الشخص الذي تعرض إلى أكبر عدد من محاولات الاغتيال في العالم".
واعتبرت غينيس أن خطط اغتيال كاسترو كانت كثيرة إلا أنها فشلت جميعها، كما تنوعت وسائل محاولات قتله من "استخدام القناصة مرورا بالمتفجرات وسيجارة مسممة إلى العبوة الناسفة التي وضعت داخل كرة بيسبول".
وبدأ تدبير محاولات اغتيال كاسترو على الفور بعد انتصار الثورة الكوبية المسلحة عام 1959، ويرى فابيان ايسكالانتي الجنرال المتقاعد الذي كان رئيسا للقوات الخاصة في كوبا لسنوات طويلة، أن حياة فيديل كاسترو تعرضت لأكبر خطر عام 1963.
وبوفاة فيدل كاسترو يغيب واحد من آخر العمالقة السياسيين في القرن العشرين، حاكم متسلط جعل من جزيرة صغيرة في الكاريبي محور اختبار قوة بين القوتين العظمتين الأمريكية والسوفياتية، قبل أن ينسحب من السلطة لدواع صحية. وواجه 11 رئيسا أمريكيا طيلة فترة حكمه التي دامت نحو نصف قرن.
"لن أتقاعد أبدا من السياسة، السلطة عبودية وأنا عبدها"، هذا ما كان يؤكده فيدل كاستروالذي تحدى جاره الشمالي الجبار على مدى نصف قرن قبل أن ينأى بنفسه عن الحكم اعتبارا من العام 2006.
كتب عنه صديقه الكاتب الكولومبي الحائزعلى جائزة نوبل للآداب غابرييل غارسيا ماركيزفي 2008 "صبر لا يقهر. انضباط حديدي. قوة المخيلة تسمح له بقهر أي طارئ".