تحتفل قواتنا الوطنية المسلحة الباسلة بعيدها الرابع والستون الذي يصادف الخامس والعشرين من الشهر الجاري، شهر الحرية والإنعتاق الذي نالت فيه بلادنا الإستقلال الوطني من المستعمر الفرنسي البربري الغاشم، حيث تشكل هذه الذكرى التي تأسست فيها مؤسستنا العسكرية النواة الفعلية لبناء موريتانيا الحديثة، فالمستعمر لم يترك وراءه غير الخراب وصحرى قاحلة لا ماء فيها ولا مرعى، عكس ما ترك في دول جوار..؟!
فذكرى عيد جيشنا الوطني تأتي هذا العام - ولله الحمد - في ظل قفزة نوعية حققتها مؤسستنا العسكرية على مستويات العدة والعتاد والتكوين، في وضع إقليمي ودولي غير مستقر، خاصة في دول الساحل التي نحن عضوا فيها..؟!
تأتي هذه الذكرى في ظل تضحيات جسام قدمها ويقومها منتسبي هذه المؤسسة دفاعا عن أمن الوطن والمواطن، وهي ذكرى مضمخة بدماء العديد من الشهداء الذين قضوا نحبهم في سوح الوغا د دفاعا عن علم الجمهورية الإسلامية الموريتانية...؟!
و تعود ذكرى التأسيس لمؤتمر ألاك 1958م، الذي رسم معالم موريتانيا الحديثة ومؤسسات الجمهورية التي كانت في مقدمتها توصية قرار المؤسسة العسكرية، حيث رأى ذلك القرار النور في الخامس والعشرين نوفمبر من سنة 1960 من خلال المرسوم رقم 189 /60 القاضي بإنشاء هذه المؤسسة، ليبدأ بعد ذلك تشكيل الوحدات العسكرية التي يتمثل دورها في الحفاظ على وحدة البلاد والدفاع عنها، وذلك ما حدده القانون المحدد لمهام القوات المسلحة الموريتانية و من ضمنها الدفاع عن السيادة الوطنية، وحفظ النظام، والأمن والسهر على تطبيق القوانين والنظم..؟!
وترمز هذه الذكرى لجميع معاني التضحية والوفاء التي جسدتها وتجسدها قواتنا الوطنية المسلحة في كل المواقف، وعلى جميع خطوط ال
الدفاع عن الحوزة الترابية وفي كل الأوقات وسوح المعارك، فمن حرب الصحرى 1975 وما ميزها من معارك ومواقف في عين بنتيلي وشنقيطي و تورين و النعمة وأنواكشوط وأزفال، إلي العمليات التي خاضها جيشنا الوطني ضد القاعدة وفلولها، ودماءه الزكية التي روتها أرض شنقيط الحبيبة في القلاوية و تورين و المغيطي إلي تلك العمليات النوعية الشجاعة في غابات حاسي سيدي على الحدود الشرقية مع الجارة مالي، كل ذلك وأكثر يستحق أن يخلد في القلوب ويكتب أسماء شهداء المؤسسة العسكرية الميامين بماء من ذهب على سماء وطننا الحبيب .؟!
لقد ظلت مؤسستنا العسكرية قابضة على الجمر على مبادئها وعقيدتها العسكرية التليدة، حيث ظلت المؤسسة الجمهورية الوحيدة التي شكلت صمام أمان الوطن ومثالا للوحدة والتماسك رغم كل العاديات، دفاعا عن أمن وأمان وطن بكل معاني الشجاعة والتضحية..؟!
تمر علينا اليوم الذكرى الرابعة وستون لتأسيس الجيش الوطني الباسل والذي يستحق كل عبارات المدح والتشييد لما يقوم به من حماية للوطن والشعب، ولما يعمل عليه من تجسيد لمعاني التضحية والوفاء وبث السكينة والهدوء في كل ربوع وطننا الحبيب، فتحية إجلال وتقدير لكل من يلبس البزة العسكرية بمناسبة هذا اليوم الذي سيظل محفورا في الذاكرة الوطنية..؟!
الحسن ولد عالي ولد الشريقي
[email protected]