إبراهيم سيداتي يكتب /؟ إلى قراء ومعلقي رسالتي المفتوحة

ثلاثاء, 05/13/2025 - 13:33

أود أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير لكل من خصّص وقتًا لقراءة رسالتي المفتوحة الموجهة إلى الأخ صمبا تيام، ولكل من تفاعل معها سواء بالنقد أو التأييد أو بتعليق متوازن. إن هذه التفاعلات تعكس اهتمامًا حقيقيًا بمصلحة وطننا الحبيب، موريتانيا، وهو ما يستحق منا جميعًا الإشادة. في ظل التوترات والتجاذبات التي تمر بها بلادنا، والتحديات الجسيمة التي تواجهها في مجالات الهجرة والجريمة المنظمة وغيرها، من المهم أن نلاحظ أنه لا يزال بإمكاننا التحاور، حتى وإن كان هذا الحوار حادًا.
فإن كانت موريتانيا بلدا متعددا ومعقدا، فلا يمكن لأي خطاب أو رسالة أو حتى صرخة غضب أن تختزل جميع حقائقها. ومع ذلك، إذا بدأنا جميعًا في الاستماع إلى الآخر باحترام، فقد نتمكن يومًا من بناء واقع مشترك يعكس العدالة والهدوء. إن مستقبلنا المشترك يعتمد أساسًا على قدرتنا على الحوار بعيدًا عن العنف، وعلى الاعتراف باختلافاتنا دون إنكارها، وعلى السعي معًا لإيجاد حلول تمكّننا من تجاوز التحديات التي تعترض طريقنا نحو التوافق والمساواة، وبناء انسجام وطني حقيقي.
من المؤكد أن الجميع يتفق على أننا مسلمون، وأن الغالبية العظمى من المواطنين، بغض النظر عن اللون، يتحدثون العربية، وأن تعاملاتنا كانت ولا تزال تُجرى باللغة العربية. أما تحدياتنا الكبرى فهي: الفقر، المرض، الجوع، فضلاً عن الجهل وسوء التسيير. فهل نتفق على وضع خارطة طريق لحلول هذه القضايا العميقة، مع تأجيل خلافاتنا إلى حين؟ هل نحن قادرون على تحديد أولوياتنا والبدء في معالجتها واحدة تلو الأخرى، معتمدين على أنفسنا دون تدخلات خارجية؟ هل نحن فعلاً مهتمون بمستقبل وطننا، أم أن هناك أجندات خارجية تسعى لتحقيق مصالح خاصة؟ إن الإجابة على هذه الأسئلة ستكون الأساس لخلق بيئة تتلاقى فيها جميع الآراء، مما يساهم في حل القضايا العالقة.
علاوة على ذلك، قد يشكل الحوار المرتقب فرصة ثمينة للتبادل الفعّال وصياغة رؤية موحدة حول القضايا العالقة. فهل سنتمكن من استغلال فرصة الحوار ومناخ التهدئة الذي أرسى دعائمه فخامة رئيس الجمهورية، والذي مهّد له بالنداءات المتكررة في أكثر من مناسبة؟
بدلاً من الانشغال بالتراشق بالكلمات على الفضاء الأزرق واتهام بعضنا البعض، يجب أن نتذكر أن هذا البلد ملك للجميع، وهو يسع الجميع. من خلال العمل المشترك والتعاون، يمكننا معًا أن نساهم في بناء مستقبل مشرق لبلادنا.
أود أن أوضح في النهاية أن الهدف من رسالتي لم يكن أبدًا إشعال الجدل أو الإساءة إلى أي شخص. ليس لدي أي مشاعر سلبية أو نية للاستفزاز. كانت نيتي، كمواطن مهتم بمصيرنا الجماعي، هي فتح مساحة للنقاش السلمي بين أولئك الذين يرون أنفسهم جزءًا من النخبة الفكرية أو السياسية في بلادنا.
مع خالص الاحترام للجميع،
إبراهيم سيداتي

نواكشوط، 13 مايو 2025