وكالة الحقيقة الإخبارية - منذ نهاية العام 2014 والأسعار تشهدا تراجعا ملحوظا في أغلب دولا العالم؛ وذلك عائد بالأساس حسب بعض المحللين الاقتصاديين إلي هبوط أسعار النفط؛ في وقت لم ينعكس ذلك على اسعار السلع في موريتانيا التي يبدوا أنها لا تتاثر بالأسواق العالمية؛ رغم أن جميع السلع مستوردة.
فحتى دولة تانزانيا تراجعت فيها أغلب أسعار السلع التموينية؛ وخاصة البنزين رغم أنه كان يفوق سعره في بلادنا؛ فقد وصل سعر لتر البنزين إلي أقل من نصف دولار أي ما يعادل 170 أوقية؛ في حين لم يتأثر البنزين في مويتانيا وبقي سعره على حاله مع أن الحكومة كانت في السابق بصدد تخفيض أسعاره؛ لتتراجع عن ذلك القرار لأسباب لم يعرف حتى اللحظة المغزى الحقيقي من وراء ذلك.
هذه الوضعية وارتفاع اسعار بعض السلع الضرورية الأخرى ألقى بظلاله على حال المواطنين وخاصة تلك الطبقة الأكثر من المجتمع ـ طبقة الفقراء ـ لتزداد بذلك هموم ومشاكل المواطن البسيط الذي اثقلت كاهله تلك الاسعار الفاحشة؛ حيث أن الاضطرابات في الأسعار باتت تمثل ضغطا على كاهل المواطن ، فقد شهدت السلع التموينية خلال فبراير ارتفاعا فى الأسعار ظهر بوضوح فى شكاوى المواطنين خاصة في ظل عدم وجود أية رقابة صارمة من الجهاز الحكومي على السوق لحماية المستهلك..
وخلال استطلاعنا لآراء بعض المواطنين وانطباعاتهم عن الأسعار تفاوتت ردودهم بهذا الخصوص:
مريم ربة منزل تعيل 5 أبناء ومطلقة؛ قالت إنها سمعت بإنخفاض الأسعار في جميع دول العالم من خلال التلفاز إلا مورتيانيا تقول مريم فلم أسمع سوى التجار الذين هم من يحدد ذلك وبالطبع سيكون من خلال الربح؛ الأرز تقول مريم لم يعد "ينكد" على حد تعبيرها بالعامية ـ أي أصبح صعيبا ـ فالخنشة ب 12000 أوقية؛ وجيع المواد الأخرى غالية جدا..وختمت بالقول إن الوضع لم يعد يطاق..
سيدي ـ موظف قال بأنه يلجأ إلي البنك ليستلف منه مقدم الشهر حتى يستعطيع سد عجز ميزانيته الأسرية بفعل غلاء الأسعار؛ وذكر بأن البنزين يباع في موريتانيا ب384 أوقية نوعية كزوال في الوقت الذي تراجع سعره في المغرب المجاورة إلي أقل من 180 أوقية؛ والمواد التومينية الأخرى حدث ولا حرج..
قصدنا أحد التجار ممن يبيع بالجملة في سوق العاصمة؛ وسألناه عن سبب عدم تراجع الأسعار كما في الدول الأخرى فرد بكل بساطة أن الأمر عائد إلي الدولة؛ فمتى ما شاءت ذلك يكون؛ وأعطى مثلا على ذلك قائلا أن الدولة هي التي تفرض الجمركة والضرائب على البضائع المستورة وإذا خفضت ذلك انعكس الأمر على الأسعار..
وقد لا حظنا أن أسعار بعض السلع الاستهلاكية اليومية أثناء تجولنا في السوق لم تعد تطاق؛ حيث وصل سعر السكر إلي 8200 أوقية وسعر الأرز 12000 أوقية والمكرونة 6400 أوقية والزيت 6300 أوقية؛ في حين بقي سعر البنزين في سعره المرتفع أصلا والذي يصل إلي 384 أوقية للتر البنزين ـ كزوال ـ
نشير في الأخير إلي أن جميع دول العالم شهد في الفترة الأخيرة تراجعا كبيرا في اسعار جميع المواد الاستهلاكية والتموينية في الوقت الذي لم يتغير ذلك في بلادنا ليدفع المواطن الفقير فاتورة ذلك لوحده رغم أن رصيده صفر..