جدد الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في جلسة أمام محاكمته اليوم الاثنين تحذيره من تعرضه لـ"جرائم" في محل احتجازه، تؤثر مباشرة في حياته، مطالبا بلقاء فريق دفاعه لإطلاعه على ما يتعرض له، وفق ما نشرته وسائل إعلام محلية.
ومنذ زيارة زوجة مرسي وابنته له في الرابع من هذا الشهر، والتي جاءت بعد منع استمر أربع سنوات، تسربت أخبار عن تعرضه لحالات إغماء وغيبوبة لم يسبق أن تعرض لها، ما أثار مخاوف لدى أسرته وفريق دفاعه وحقوقيين.
وفي هذا السياق، يوضح عبد الله نجل مرسي أن شكوى والده التي حاول تقديمها للمحكمة الأربعاء الماضي لم تكن الأولى، حيث سبق أن تحدث مرتين عن تعرضه لجرائم وانتهاكات، لافتا إلى أن والده عندما يتحدث عن أمور شخصية فهذا يعني قليل من كثير يعانيه منذ أربع سنوات.
ويشير في حديثه للجزيرة نت إلى أن والده نقل إلى باقي المعتقلين المودعين في القفص المجاور تعرضه بعد الزيارة الوحيدة التي سمح بها لعدد من أسرته، لحالتي إغماء وغيبوبة كاملة ولم يتلق الرعاية الصحية المناسبة لحالته.
شكاوى سابقة
واستحضر نجل مرسي في هذا السياق، رفض هيئة المحكمة طلب والده في مايو/أيار الماضي، مقابلة فريق دفاعه للحديث معهم عن "أمور تخص حياته وتعرضها للخطر داخل محبسه"، وشكوى الرئيس في أغسطس/آب 2015 من تغير محوري ممنهج ضده داخل مقر احتجازه وتقديم وجبة طعام له "لو تناولها لأدت إلى جريمة كبرى".
وشدد عبد الله على أن أسرة مرسي تحمل سلطات الانقلاب في مصر المسؤولية السياسية والجنائية عن صحة وسلامة والده داخل مقر احتجازه وتعرب عن بالغ قلقها من أن يكون هناك خطر يهدد حياته.
بدوره، حذر عبد المنعم عبد المقصود محامي مرسي من تعرض حياة الرئيس مرسي للخطر داخل محبسه بسبب تدهور حالته الصحية وعدم تلقيه العناية اللازمة.
وأشار خلال حديثه للجزيرة نت إلى أن فريق الدفاع قدم طلبا للمحكمة الأربعاء الماضي وكرره اليوم لمقابلة مرسي والوقوف على ما يتعرض له، كما طالب فريق الدفاع المحكمة بالتحقيق في الشكوى المقدمة منه في هذا السياق، وكذلك قدم فريق الدفاع بلاغا للنائب العام بهذه المستجدات.
ولفت إلى أن طلب مرسي وفريق دفاعه يتمثل في السماح بنقله إلى مركز طبي خاص على نفقته الشخصية لإجراء التحاليل اللازمة والفحوصات الطبية المطلوبة.
تنديد معارضين
وفي هذا السياق، نددت سبعين شخصية مصرية معارضة في بيان مشترك بـ"الإهمال الطبي الجسيم" الواقع على مرسي في محبسه، وشدّدوا على ضرورة توفير الرعاية الصحية الكاملة له، وطالبوا بنقله إلى أحد المراكز الطبية لتلقي العلاج اللازم حفاظا على حياته، كما حملوا السلطة الحالية أي ضرر يقع عليه نتيجة الإهمال الصحي.
كما وصفت جماعة الإخوان المسلمين المصرية في بيان لها المعلومات الواردة عن الحالة الصيحة لمرسي بالخطيرة، وطالبت الشعب المصري والأمم المتحدة وجميع المنظمات والمؤسسات والشخصيات الحقوقية في العالم بسرعة "التحرك لإنقاذ حياة الرئيس مرسي، وحياة جميع المعتقلين الذين يتعرضون للقتل الممنهج".
بدورها، كشفت مسؤولة الملف المصري في منظمة هيومن رايتس مونيتور، سلمى أشرف، عن تخوفات منظمتها من تعرض مرسي للوفاة أو القتل نتيجة هذه الممارسات الممنهجة التي جرى رصد حدوثها من قبل في حالات الكثيرين من المعتقلين.
وقالت في حديثها للجزيرة نت إن اعتقال مرسي في الأساس اعتقال تعسفي، بوصف الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن السلطات المصرية مستمرة في رفض طلب تقدمت به منظمة هيومن رايتس مونيتور للإفراج الفوري عنه، وقد تقدمت بشكوى لدى الأمم المتحدة في 2013 بهذا الخصوص.
ولفتت مسؤولة الملف المصري بمنظمة هيومن رايتس مونيتور إلى أن منظمتها تحمل السلطات المصرية المسؤولية الكاملة عن حياة آلاف المعتقلين السياسيين الذين تصر السلطة على القضاء عليهم من خلال قتلهم بالإهمال الطبي المتعمد.
المصدر : وكالات