حماده ولد الدرويش : الرجل الذي ضحي من اجل رؤية واضحة و واقعية لقضية الصحراء

أحد, 10/22/2017 - 10:47

الحقيقة – انواكشوط - عندما استطاع الرجل القوي في الشمال و الشرق الموريتاني انذاك و رجل السياسة و الاقتصاد حمادة ولد ادرويش ان يحدث هزة هي الاكبر في تاريخ المنطقة و مازالت اثارها واضحة علي جبهة البوليزاريو الي حد الان من خلال عقد مؤتمر شارك فيه العدد الشبه الكامل من المنحدرين في الجبهة من مجموعته القبلية و عقد هذا المؤتمر في وضح النهار لمدة ايام علي ارض الصحراء الواقعة خارج السيطرة المغربية و سمي انذاك مؤتمر اكجيجمات و استطاع هذا الرجل الذي يتمتع بعلاقات قوية من كافة مكونات النسيج الاجتماعي في موريتانيا و الصحراء ان يأخذ معه المئات من المنضوين سابقا تحت مظلة البوريزاريو و ترك كل مصالحه و اعماله بموريتانيا التي يرتبط معها بعلاقة وجدانية ضاربة في القدم و العودة الي المغرب للمشاركة بفعالية بمشروع اقتنع به كما يقول دائما و هو مشروع الملك محمد السادس للحكم الذاتي الموسع في الصحراء فإن ذلك لا يمكنه ان يسمي بأي حال خيانة لموريتانيا فمتي كانت موريتانيا طرفا متنازعا علي الصحراء حتي يكون من تركها لتحقيق حلم المئات بأنباء عمومته في العيش الطيب في محيط يخطط لمستقبل واعد .

هذه ليس خيانة يا اخوان انها اخذ المسؤولية التاريخية لضمان مستقبل واعد لمئات الاسر و الاف الابناء من محيطه القبلي الذين يقطنون منطقة الصحراء .

الذين يتحدثون عن هذا الموضوع لا يعرفون انه عندما قرر الذهاب الي المغرب فإنه ابلغ اعلي السلطات في موريتانيا بذلك و لم يتنكر يوما لموريتانيته بل علي العكس من ذلك فان كل اوراقه الموريتانية القديمة مازال يحتفظ بها كما ان اغلب افراد عائلته يوجدون في موريتانيا و يعتبر ان رؤيته ليست الان الا في اطار التوق الي تسجيد مغرب عربي كبير يعتبر ان قضية الصحراء هي المعوق الوحيد في وجهه .

و ما دمنا نتكلم عن الخيانة عندما يقرر الانسان ان يكون صادقا مع نفسه من خلال التوفيق بين ثنائية الانتماء العرقي الي بلدين جارين لا يوجد اي مانع و لا توتر بينهما .

و هل استخدم حمادة ولد الدرويش مغربيته للنيل من موريتانيا؟ بل علي العكس من ذلك فانه من خلال تصرحاته و مقالاته كان دائما يذكر موريتانيا بالخير بإعتباره احد ابنائها و يعمل علي تقوية علاقتها بالمغرب .

لقد استطاع ولد الدرويش ان يقود مبادرة نبيلة مع انه كان هو اكبر متضرر منها حتي الان حيث انه لم يحصل علي ذلك التبجيل و العرفان بالجميل الذي كان يتوقعه الجميع له بسبب اصتدامه بالحرس القديم الذي لا يريد للمسار ان يتقدم و حتي ان البعض يربط تناقص عودة الصحرويين المنتمين الي جبهة البوليزاريو الي المغرب بما يشاهده المهتمون بالعودة من مضايقة لولد الدرويش .

الا يكفي ان عشر سنوات من البقاء في المغرب رغم عدم حصوله علي التكريم المستحق هي في حد ذاتها اكبر دليل علي صدق نوايا الرجل في حل قضية اقليمية ادت الي الكثير من الماسي لذويه .

الا يكفي احتفاظ الرجل بارتباطه القوي بموريتانيا رغم بعده عنها لتكذيب مخونيه ؟

الا يعرف هؤلاء ان مشروع بحيرة الظهر الذي ينجز حاليا في الحوض الشرقي و ستشرب منه اغلب المناطق في الشرق الموريتاني يستمد من منشأة انجزها حمادة ولد الدرويش في المنطقة و مازالت ملكا له حتي الان و انها معرفة في وثائق المشروع بتسمية بحيرة "الدرويش"

الطواري