الحقيقة – انواكشوط - اسألهُمُ عن حبيبي ...
( قصيدة رثاء أهديها لشيخنا الشيخ محمد الحافظ ولد الشيخان )
إمَّا رأيتَهُمُ في الجُمْعةِ التَمَسُوا ** ذاك الضِّيا وَ لِذكْر العصرِ قد جَلَسُوا
فاسألهُمُ عن حبيبي و ابْكِ إنْ هَمَسُوا ** مُلاطِفينَ و لا تيْأسْ إذا يَئِسُوا
لَرُبَّما تُبْصر العينانِ طلعتَهُ ** أو يُسْعدُ القلب من عِرفانِه قَبَسُ
أو تستفيقُ من الذِّكرى مُعتَّقةٌ ** بِختْمِها نَظَراتُ الشوقِ تَخْتلِسُ
اسألْ مَليًّا فإنِّي قد كَلِفْتُ بِه ** وَ خُذْ أماراتِهِ مِنِّي ... هُو النَّفَسُ
ما في الخليقَةِ منهُ اثنانِ تلكَ لَهُ ** و أنَّهُ منْ سَنا الشيخانِ مُنبَجِسُ
ابحثْ هُناكَ ألمْ تُبصِرْ عِمامَتَهُ ** فَما عليكَ بِأُخْرى الدَّهْر تَلْتَبِسُ
ما بالُ هذي الثواني تستفزُّ دمِي ** لوْ أنَّ لِي قوَّةً مِنْها فَأحتَرِسُ
بلى و ربِّكِ قد جاء الورى نَبَأٌ ** السَّقْفُ مارَ بِهِ و اهتزَّت الأُسُسُ
ما دارت الأرضُ إلا حيْرةً وَ كَمَا ** رأيتَ في أدمُعِ الباكينَ تَنْغَمِسُ
أرثيكَ أمْ بِكَ أرثي الصابرينَ هُنَا ** إذْ لا عزاءَ و في أحزانِهمْ حُبِسُوا
يا ذاكراً حَضَراتُ القُرْبِ تَذْكُرُهُ ** و شاكراً أصْلُه في الحمدِ مُنْغَرِسُ
إن يمَّم الناسُ بيتاً أنتَ وارثُهُ ** فمِنكَ ما أُهْمِلُوا يوْمَ اللِّقا وَ نُسُوا
و منْ أبيكَ و منْ أبيهِ ذاكَ وَ مِنْ ** أبيهِما و أبيكمْ أجمعينَ كُسُوا
كُسوا من الحبِّ صِرفًا و الرِّضا حُلَلاً ** مَبْرورةَ الحَبْكِ لم يعلَقْ بها دَنَسُ
يا آلَ شيْخِ الهُدى حيثُ ''انْفَنِ'' اغْتُرفَتْ ** بِه المعارفُ و الأنوارُ تُقْتَبَسُ
من ارتقَى بحديثِ المُصطفَى عَلَمًا ** وَ بالفضائِلِ منهُ النَّاس قد أَنِسُوا
و كانَ واحدَهُمْ فِي كُلِّ مَكْرُمَةٍ ** فكانَ شمْسًا وَ هلْ ردَّ الضُّحى غَلَسُ
فاسألْ عنِ المجْدِ تُنبِئْكَ الضِّفافُ بِه** و مغربٌ وَ رَوابِينَا و أنْدَلُسُ
أنتُمْ دِثارُ الوَرى فِي كُلِّ نَائِبَةٍ ** و منكُمُ دَعَواتُ البِرِّ تُلتَمَسُ
فإنْ تحلَّقَ فِي بَاريْنَ حوْلَكُمُ ** جمْع الكرامِ فآباءٌ لَكُمْ غَرسُوا
عمامَةٌ نوَّر الشيخانِ لَفَّتَها ** بِعِمِّةِ الشيخِ إبراهيمَ تَتَّرِسُ
و غارفًا منْ جُدودٍ أكرمينَ أتَى ** كأنَّما بِعُلاهُمْ خَصَّهُ حُبُسُ
إلى الذي بشهودِ الحقِّ سيرتَهُ ** حلَّ القلوبَ فلا صَدٌّ و لا حَرَسُ
محمَّدِ الحافظِ الشيخِ الجليلِ وَهلْ ** علَى وليٍّ كهذا الشيخِ نَبْتَئِسُ
قد زرتُه فرأيتُ الحُسنَ عُنصُرَهُ ** فمَا اللَّمَى و العيونُ النُّجْلُ و اللَّعَسُ
و كان قلباً من التقوى و خاطرةً ** من الصفاءِ و كنزاً مَا لَهُ عسَسُ
لذلكَ اللهُ لا يُبلِي مآثِرَهُ ** لا صرحَ مثل الَّذي أعلَى سينْدَرِسُ
يا ''مَنَّ'' أنتَ مُنانا عِشتَ ذا كَرمٍ ** و عندَ مِثلكَ مدحًا تُربط الفَرَسُ
فخُض بإخوتِك الجُلّى وأنتَ لَها ** و اخترْ لبوسَك منْ حلْمٍ إذا لَبِسُوا
و احفظْ مُرصَّعة ''الهادي'' لِسيِّدِنَا ** فَمُبتغاهَا لأربابِ النُّهى جَرَسُ
و اذكُر مُقاومة العيدانِ إن جُمِعتْ ** فكسْرُها سرُّهُ الإفرادُ و اليَبَسُ
اللهُ يكْلأُ بالنُّعمَى مشايِخَنَا ** لا هِيضَ رُكنُهُمُ يومًا وَ لا انْطمَسُوا
مُحجَّلينَ كِرامًا لا نظيرَ لهُمْ ** سعيًا إلى اللهِ ما حادُوا و مَا انتَكَسُوا
يا ربِّ صلِّ على الهادِي و عترَتِه ** و صحبِه صَلَواتٍ رُوحُها قُدُسُ
الشيخ ولد بلعمش ..
فجر الجمعة 27/10/2017