ولد بلعمش يرثي فضيلة الشيخ محمد الحافظ ولد الشيخان ( القصيدة )

جمعة, 10/27/2017 - 14:24

الحقيقة – انواكشوط - اسألهُمُ عن حبيبي ...

( قصيدة رثاء أهديها لشيخنا الشيخ محمد الحافظ ولد الشيخان )

إمَّا رأيتَهُمُ في الجُمْعةِ التَمَسُوا ** ذاك الضِّيا وَ لِذكْر العصرِ قد جَلَسُوا

فاسألهُمُ عن حبيبي و ابْكِ إنْ هَمَسُوا ** مُلاطِفينَ و لا تيْأسْ إذا يَئِسُوا

لَرُبَّما تُبْصر العينانِ طلعتَهُ ** أو يُسْعدُ القلب من عِرفانِه قَبَسُ

أو تستفيقُ من الذِّكرى مُعتَّقةٌ ** بِختْمِها نَظَراتُ الشوقِ تَخْتلِسُ

اسألْ مَليًّا فإنِّي قد كَلِفْتُ بِه ** وَ خُذْ أماراتِهِ مِنِّي ... هُو النَّفَسُ

ما في الخليقَةِ منهُ اثنانِ تلكَ لَهُ ** و أنَّهُ منْ سَنا الشيخانِ مُنبَجِسُ

ابحثْ هُناكَ ألمْ تُبصِرْ عِمامَتَهُ ** فَما عليكَ بِأُخْرى الدَّهْر تَلْتَبِسُ

ما بالُ هذي الثواني تستفزُّ دمِي ** لوْ أنَّ لِي قوَّةً مِنْها فَأحتَرِسُ

بلى و ربِّكِ قد جاء الورى نَبَأٌ ** السَّقْفُ مارَ بِهِ و اهتزَّت الأُسُسُ

ما دارت الأرضُ إلا حيْرةً وَ كَمَا ** رأيتَ في أدمُعِ الباكينَ تَنْغَمِسُ

أرثيكَ أمْ بِكَ أرثي الصابرينَ هُنَا ** إذْ لا عزاءَ و في أحزانِهمْ حُبِسُوا

يا ذاكراً حَضَراتُ القُرْبِ تَذْكُرُهُ ** و شاكراً أصْلُه في الحمدِ مُنْغَرِسُ

إن يمَّم الناسُ بيتاً أنتَ وارثُهُ ** فمِنكَ ما أُهْمِلُوا يوْمَ اللِّقا وَ نُسُوا

و منْ أبيكَ و منْ أبيهِ ذاكَ وَ مِنْ ** أبيهِما و أبيكمْ أجمعينَ كُسُوا

كُسوا من الحبِّ صِرفًا و الرِّضا حُلَلاً ** مَبْرورةَ الحَبْكِ لم يعلَقْ بها دَنَسُ

يا آلَ شيْخِ الهُدى حيثُ ''انْفَنِ'' اغْتُرفَتْ ** بِه المعارفُ و الأنوارُ تُقْتَبَسُ

من ارتقَى بحديثِ المُصطفَى عَلَمًا ** وَ بالفضائِلِ منهُ النَّاس قد أَنِسُوا

و كانَ واحدَهُمْ فِي كُلِّ مَكْرُمَةٍ ** فكانَ شمْسًا وَ هلْ ردَّ الضُّحى غَلَسُ

فاسألْ عنِ المجْدِ تُنبِئْكَ الضِّفافُ بِه** و مغربٌ وَ رَوابِينَا و أنْدَلُسُ

أنتُمْ دِثارُ الوَرى فِي كُلِّ نَائِبَةٍ ** و منكُمُ دَعَواتُ البِرِّ تُلتَمَسُ

فإنْ تحلَّقَ فِي بَاريْنَ حوْلَكُمُ ** جمْع الكرامِ فآباءٌ لَكُمْ غَرسُوا

عمامَةٌ نوَّر الشيخانِ لَفَّتَها ** بِعِمِّةِ الشيخِ إبراهيمَ تَتَّرِسُ

و غارفًا منْ جُدودٍ أكرمينَ أتَى ** كأنَّما بِعُلاهُمْ خَصَّهُ حُبُسُ

إلى الذي بشهودِ الحقِّ سيرتَهُ ** حلَّ القلوبَ فلا صَدٌّ و لا حَرَسُ

محمَّدِ الحافظِ الشيخِ الجليلِ وَهلْ ** علَى وليٍّ كهذا الشيخِ نَبْتَئِسُ

قد زرتُه فرأيتُ الحُسنَ عُنصُرَهُ ** فمَا اللَّمَى و العيونُ النُّجْلُ و اللَّعَسُ

و كان قلباً من التقوى و خاطرةً ** من الصفاءِ و كنزاً مَا لَهُ عسَسُ

لذلكَ اللهُ لا يُبلِي مآثِرَهُ ** لا صرحَ مثل الَّذي أعلَى سينْدَرِسُ

يا ''مَنَّ'' أنتَ مُنانا عِشتَ ذا كَرمٍ ** و عندَ مِثلكَ مدحًا تُربط الفَرَسُ

فخُض بإخوتِك الجُلّى وأنتَ لَها ** و اخترْ لبوسَك منْ حلْمٍ إذا لَبِسُوا

و احفظْ مُرصَّعة ''الهادي'' لِسيِّدِنَا ** فَمُبتغاهَا لأربابِ النُّهى جَرَسُ

و اذكُر مُقاومة العيدانِ إن جُمِعتْ ** فكسْرُها سرُّهُ الإفرادُ و اليَبَسُ

اللهُ يكْلأُ بالنُّعمَى مشايِخَنَا ** لا هِيضَ رُكنُهُمُ يومًا وَ لا انْطمَسُوا

مُحجَّلينَ كِرامًا لا نظيرَ لهُمْ ** سعيًا إلى اللهِ ما حادُوا و مَا انتَكَسُوا

يا ربِّ صلِّ على الهادِي و عترَتِه ** و صحبِه صَلَواتٍ رُوحُها قُدُسُ

الشيخ ولد بلعمش ..

فجر الجمعة 27/10/2017