الحقيقة – انواكشوط - رحم الله أخي الشاعر الشيخ ولد بلعمش كنت عرفت الفقيد شهما أبي النفس لا يتتبع مساقط الفتات كريما طلقا أريحيا خفيف الظل متوقد الذهن صافي القريحة
حاملا هم أُمته منحازا لوطنه لا يميز لونا عن لون ولا طيفا عن طيف.
كانت غرفتانا مجتورتين في فندق شراتون بالدوحة سنة 2011 حيث كان مشاركا في مسابقة «شاعر الحرية» وكنت ضيف شرف على تلك المسابقة، والحق يقال لقد شنف الآذان بمثُلاته السائرة ولكن أحكام وظروف ذلك النمط من المسابقات منعته اللقب ومنحته غيره وكنت أُحس المرارة التي أحس بها الشاعر الفتى ولكن صبره واحتماله واجتماعيته المعهودة جعلته يعيش الفرحة مع غريمه مهنئا وممازحا كما لو كان الفائز في ذلك الحفل البهيح، وكنت أقل صبرا واحتمالا لذلك الظلم ولأني في فسحة من أمري إذ كنت خارج المسابقة فلم أجد غضاضة في مؤازرة أخي الشاعر ذات جلسة أدبية مع نقاد وشعراء تلك التظاهرة فقلت:
لَشعرك شمسٌ فإن يعمَ عن
سناها عمٍ يابن بلَّعْمش
فقد غمرتنا بإياتِها
فلم نعْمَ عنها ولم نعْمَش
وقد استبد بشاعرنا الطرب فقال لي: لأول مرة يورد شاعر اسم جدنا في الشعر.
رحمك الله رحمة واسعة وألهمنا وذويك الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.