ثاني أكبر مدينة في موريتانيا تعيش كارثة غير مسبوقة(تقرير مصور)

ثلاثاء, 12/12/2017 - 14:22

الحقيقة – انواكشوط - تعيش ثاني أكبر مدينة موريتانية (كيفه) أزمة عطش خانقة تفاقمت خلال السنوات الثلاث مسببة لآلاف المواطنين معاناة متعددة الأوجه باتت هي شغلهم الذي يصرفهم عن جميع الاهتمامات الأخرى، ومست انعكاساتها كل جوانب حياة السكان الذين أصبحوا في جحيم لا يطاق اضطر بعضهم لإغلاق مسكنه بالمدينة والعودة إلى الريف مجددا.

 

لقد بدأت المشكلة تحديدا منذ ثلاث سنوات عندما تراجع منسوب الماء في آبار شبكة المدينة إلى أقل من النصف بفعل تناقص الإمطار خلال هذه السنوات حسب فنيي الشركة وتضاعف الطلب على المياه بفعل تزايد السكان المضطرد بهذه المدينة التي تستقبل سنويا مئات المهاجرين من الريف دون أن يصاحب ذلك أي عمل لزيادة مياه الشبكة.

 

وقد ظل انحباس مياه الشبكة في سير مضطرد إلى أن جفت الحنفيات حتى في الأحياء الأساسية في مركز المدينة بما في ذلك المباني والمرافق الرسمية.

 

وقد أدى هذا المشكل إلى عودة المدينة إلى استغلال آبار تقليدية أقيمت في السبعينات والثمانينات عبر شراء براميل المياه بأسعار مرتفعة تبلغ في أشهر الحر 500-800 أوقية،وهي الآبار التي كانت مكبا للجيف ومختلف القاذورات مما تسبب مرات عديدة في ظهور أعراض مرضية كالإسهال وغيره، وقد انتهز تجار جشعين محنة السكان فانتقوا صهاريج وصاروا يجلبون المياه بكل الطرق لبيعها بأسعار تماثل أسعار أغلى المواد الغذائية.

 

هذا العطش الماحق تسبب في رحيل العديد من الأسر وتأجير منازل في الأحياء القليلة التي لازالت تجد الماء كما قامت أسر أخرى بالعودة إلى القرى الريفية وترك أطفالها عند الجيران والأقرباء لمزاولة الدراسة.

 

 

زينب بنت إسماعيل ناشطة مدنية تقول: "إن حياة السكان في هذه المدينة أصبحت لا تطاق ولن تصدقوني إذا قلت لكم أن أسرا فقيرة تجاورنا تشتري الماء المعدني للأطفال لإعداد الفطور قبل التوجه إلى المدرسة".

 

 

 

وعن حي "التميشه" يتحدث محفوظ ولد محمد حيث يقول "إن بكاء الأطفال ليلا من العطش في مدينة كيفه أصبح أمرا معتادا تعتصر له القلوب".

 

 

ويقول يحي ولد لمرابط "لدينا حنفية يبست منذ ثلاث سنوات وأصبحنا مضطرين لشرب مياه ملوثه وذات رائحة كريهة من بئر بني في الستينات وكان مكانا لإلغاء الأوساخ".

 

 

أما مقلاها بنت محمود فتقول إن الكثير من سكان حي النزاهة في مدينة كيفه يشربون من انواكشوط حيث يعترضون الشاحنات القادمة من هناك بأوانيهم ليملأوها مما تحمل هذه السيارات في حاوياتها في مشهد مثير ومقزز.

 

عمدة كيفه المساعد السيد المختار ولد بوسيف قال إن مشكلة العطش في كيفه تؤرقه وأن البلدية تقوم بتوزيع كميات من المياه في الأحياء الهامشية لمساعدة الفقراء عبر سيارات صهريج انتقتها لهذا الغرض.

 

ولم يعد للسكان بعد هذه الأزمة من نصير غير رجال أعمال وخيرين ومبادرات تقوم بتوزيع كميات من المياه من وقت لآخر بواسطة صهاريج وحاويات في الأحياء الأكثر تضررا وهو الأمر الذي يبقى بعيدا من حاجة مدينة يسكنها أزيد 60ألف نسمة بشكل ثابت وتظل بها أكثر 100 ألف نسمة .

 

وكانت المطالب قد تصاعدت بضرورة ربط آبار حفرتها وزارة المياه في وقت سابق بشبكة المياه في بلدة "نكط" القريبة من المدينة غير أن السلطات تحجم عن تنفيذ ذلك لأنه في رأيها سيكلف الدولة دون الإتيان بالحل النهائي للمشكل.

 

و فيما تظل الحكومة الموريتانية مصممة على أن حل عطش المدينة لن يأتي إلا عبر مشروع كبير لم يحسم مكانه حتى الآن مثل ضخ المياه من سد فم "لكليته" أو النهر السينغالي أو أظهر وأن لا بدائل عن ذلك يعتبر السكان الأمر تساهلا و تفرجا على معاناة إنسانية يقتضي التعامل معها إيجاد حل استعجالي في انتظار الحل النهائي.

 

وكالة كيفه