أعزي نفسي وأهلي والصالحين في وفاة والدنا وخالنا محمد المصطفى ولد الشيخ محمدُّ ولد بابا. أسأل الله تعالى أن يتغمده برحماته ويرفعه في عليين. لقد كان الوالد رحمه الله تعالى روحا صافية تتضوّعُ إيمانا وورعا وصدقَ سريرة. عاش عمره تاليا للقرآن آناء الله وأطراف النهار، رطبَ اللسان بذكر الله، نقيَ القلب. ولا أذكر أحدا كان أكثر منه مداومة على ذكر الله وحمده طيلة حياته. ويشهد عارفوه، وتشهدُ صخورُ تكانت، وكثبانُ لعصابة على قيامه الطويل لليل تاليا لكتاب الله تعالى. كان والدنا محمد المصطفى هو مَن ربَّى والدَنا معلوم الدين –رحمهما الله رحمة واسعة- وكان له بمثابة الأب، ومِنْ فيه حفِظَ كتابَ الله تعالى كاملا مرتلا أحسن حفظ وأكمل ترتيل. وأشهد أنه لم يحبب أحدا حبه لخاله محمد المصطفى. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحمه ويغفر له ويغسله بالماء والثلج والبرد، ويبوئه الجنات العليات مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. أكتب هذه الكلمات وأنا لا أكاد أبصر ما أكتب. فصورة الوالدين في خيالي حية، وقد نكأ فقدُ الأخير فقدَ الأول ولا حول ولا قوة إلا بالله. فإنْ ينقطع منك الرجاءُ فإنه * سيبقى عليك الحزن ما بقي الدهرُ!
أحمدفال ولد الدين