الحقيقة – أنواكشوط - عبرت مبادرة "افتحوا مطار النعمة عن رفضها لما قالت إنه ضبابية وتسويف متعمد من طرف الوزير الأول يحي ولد حدمين اتجاه المبادرة ومطالبها.
واستغربت المبادرة في بيان تلقت الأخبار نسخة منه قول الوزير خلال رده على سؤال لأحد نواب الحوض الشرقي حول مطار النعمة بأنحكومته قررتْ تهيئة مطار النعمة قبل عيد الإستقلال مؤكدا أمام النواب بأن القرار أخذ قبل الحراك الأخير المطالب بافتتاح المطار.
وهذا نص البيان
استمعنا بكثير من الإهتمام إلى كلمة الوزير الأول في البرلمان عند تعليقه على المطالب المتعلقة بافتتاح مطار النعمة قائلا أن حكومته قررتْ تهيئة مطار النعمة قبل عيد الإستقلال المقبل وكلفتْ لجانًا لدراسة إمكانية فتحه أمام الملاحة الدولية وسجلنا بارتياح تبني بعض نواب ولايتنا-الأم لهذا المطلب رغم التأخر المسجل عليهم في ذلك لكن أن تأتي مداخلاتهم في الموضوع متأخرةً خير من أن لا تأتي أبدًا .
هذا و في معرض حديثه أشار الوزير الأول إلى أنّ القرار المذكور تم أخذه قبل الحراك الأخير المطالب بافتتاح المطار. والحق أنه لا يخفى مافي هذا الزّعم من غمط لحق حراكنا المجتمعي التنموي الهادف ثم مالذي يضير الوزير الأول لو اعترف بدور الحراك في نفض الغبار عن ملف المطار ومالذي أزعجه لدرجة اعتبار قرار الحكومة بإرسال بعثة فنية جاء قبل الحراك والحق أن البعثة لم ترسل إلا بعد الحراك والنواب الثلاثة عشر عن الولاية هم أيضا كانوا مستسلمين راضخين للجمود و لم يتحدثوا عن المطار في النقاش العلني إلا بعد أن جاء حراكنا.
ثم إن الوزير الأول نفسه لم يتحدث عن المطار في مثوله السابق أمام البرلمان بينما مطلب إعادة تأهيل المطار كان مطلباً قديما ظهر وتجلّى في نشاطات الحراك وأهله منذ سنوات بطرق متعددة صوتاً وصورة وتدوينًا.
فلماذا هذا الطمس بدلاً من فضيلة التفاعل الإيجابي مع المطالب المشروعة دون داعٍ للتقليل من أهميتها بدافع النزعة التكميمية في التعاطي مع المطالب المشروعة بدلاً من التفاعل معها بحيوية وبمنطق مسؤول يـٌثمن مطالب المواطنين ولا يـتنكر لها ولا يٌقلل من شأنها سيما حين تكون مشروعة قانونياً وجوهرية تنموياً ورائدة ستراتيجياً وضروة أمنياً وإنسانياً.
لا يليق أن يضرب الوزير الأول الحائط بكل تلك الحقائق ولا يليق أبداً تعمد التغرير بأهالي الحوض الشرقي واللجوء للتعويم والضبابية والتسويف بالإفراط في استخدام سوف ولعل وعسى بدلاً من الإجابة بشكل قاطع حول ماإذا كان مطار النعمة الدولي سيعاد فتحه وماهي الميزانية التي رصدت لذلك وماهي بالضبط الآجال المنتظر احترامها لبعث أمل حقيقي في عودة الحياة لتلك المنشأة الخدماتية البالغة الأهمية لأهالي المنطقة ليس فقط كمحطة إركاب وهبوط وإنما كبؤرة لوجستيك في أفق تفعيل القطب التنموي بالمنطقة والرفع من حجم التبادلات الإقتصادية مع دول الجوار.
لقد لاحظنا أنه بعيدا عن كل هذه المطامح المشروعة فضّل الوزير الأول رمي الملف بسلـّة الإغريق و التاريخ السحيق بإحالة البتّ فيه إلى أجل غير مسمى بعد عيد الإستقلال وتعمّد سياسة التعويم والخلط بين ملف المطار وملف الترتيبات المتعلقة بتنظيم حفل الإستقلال في ولايتنا/الأم وهو حدث وطني نعتز به لكنه مستقل عن مطلب فتح المطار.
هذا ومن باب اعتزازنا بهذه الترتيبات السيادية المخلدة لعيدنا الوطني وأملاً في أن تتم على أحسن مايرام نجدد طلبنا لأعلى هرم الدولة بضرورة فتح المطار قبل شهر نوفمبرالقادم مراعاةً للحاجات الإنسانية والتنموية التي سبق وأن ذكرناها وأيضا من أجل ضبط وتسهيل الإنسيابية في حركة المطار قبل عيد الإستقلال القادم بدلا ً من انتظار اللحظة الأخيرة.
إننا لنأسف على عدم قدرة الوزير الأول على تقديم جواب واضح ودقيق يطمئن الساكنة ويزيل الضباب ويفك الغموض عن هذا الموضوع.
بالإضافة لكل ذلك سجّلنا باستغراب حديث الوزير الأول عن نسبة الإسفلت في مطار النعمة قائلاً بأنها لا تتجاوز فيه 2 في المائة بدلا من 6 في المائة، فهل هذه إشارة لشركات الأسفلت أم هي مؤشر يناقض ماذكره الوزير من إمكانية فتح المطار في نوفمبر القادم.
بانتظار إجابات شافية من حكومة تحترم مطالب شعبها المشروعة سيستمر نضالنا المشروع إلى جانب أهالينا في النعمة لنيل حقوقهم غير منقوصة وعلى رأسها تسريع وتيرة المشاريع التنموية الهادفة وإعادة تأهيل المطار كحلقة وصل بين الولاية وعاصمة الوطن وكجسر لعلاقات وتبادلات انسيابية مع كبريات عواصم محيطنا الإقليمي.
"فأمّا الـزبد فيذهب جُفَاء ً وأمّا ما يـنـفـع الناس فــيــمــكثُ في الأرض "
صدق الله العظيم.