الحقيقة – أنواكشوط - توفي شخص وأعتقل آخرون ضمن حملة مكثفة تقوم بها قوات شبه عسكرية تابعة لقطاع الجمارك فى الشمال الموريتانى منذ فترة، وسط صمت مطبق من النخبة السياسية والإدارية بالبلد.
وتحاول الجمارك الموريتانية منع حركة البضائع والمواد الغذائية بين مدن الشمال والعاصمة نواكشوط، فى تصرف يشكل عمق التحول الجارى فى المنطقة، وربما يمهد لتقسيم البلاد إلى أقاليم، يحظى بعضها بتسهيلات إدارية وجمركية ويحاصر الآخر بقرار رسمى.
ورغم تفهم الشعب للقرار الخاص بمنطقة نواذيبو الحرة المعفية لوحدها من الجمركة، لكن إضافة "تيرس زمور" للمنطقة الرخوة التى يسمح لسكانها باستيراد المواد الغذائية بأسعار مخفضة من الجزائر، بينما تتولى قوات وزارة المالية فرض هيمنتها على الطرق الصحراوية المؤدية إليها لمنع المواطنين الآخرين من الاستفادة من التخفيض الذى يحظى بها سكان المناطق الشمالية خلال الفترة الأخيرة.
ورغم أن الجمارك بررت قرارها بحماية بعض المصانع الخصوصية المستثمرة فى المجال، إلا أن استثنائها لمناطق الشمال ومحاصرة السكان الآخرين يكشف حجم الازدواجية فى القرار.
(*) الشخص الذى توفى هو سائق سيارة من نوع هلكس يدعى محمد الهيبه ولد أحمدناه، وقد كانت دورية للجمارك تطارده من أجل انتزاع كمية من المواد الغذائية كانت فى سيارته عليه رحمة الله.
زهرة