الحقيقة ـ أنواكشوط: لله ما أخذ و له ما أعطى و كل شيئ عنده بمقدار..
علمت لتوي ببالغ الحزن و الأسى نبأ رحيل المغفور له بإذن الله تعالى إبن عمتنا الفاضل محمد يحي ولد حيتي ولد الحاج الشيخ، ذاك الشاب التقي العابد الزاهد و الحافظ لكتاب الله العزيز و العارف بالمتون، عرفته شابا ورعا دمث الأخلاق يأسرك مجلسه ما إن تخالطه لبساطته و لباقته و حسن تربيته، و لا غرو إن كان كذلك فهو سليل أسرة نسب و حسب توارثوه عبر الحقب فقد إتخذت من العلم و الأدب منهجا لها و علمته لأجيال خلت، درس على يد والده و أجداده الكثير من الناس و ما زال يدرس حتى الآن على يد أحفادهم بالشرق الموريتاني بمدينة أشايف حيث سيوارى الثراء الليلة قادما من مالي و التي تبعد زهاء ستين كيلومترا شمال تمبدغة..
ولد المرحوم و ترعرع بضواحي جگني حيث بلد المنشأ لوالده العارف بالله حيتي ولد الحاج الشيخ، و درس القرآن الكريم و العلوم الشرعية على يد أبناء عمومته بأشايف الشيخ محمد غلام ولد شيخون و أخيه عبد الله ابن شيخون بمحظرتهم العريقة التي خرجت أجيالا و أجازتهم..
و بهذه المناسبة الأليمة لا يفوتني أن أتوجه بخالص العزاء للأهالي بجگني و تمبدغة و أشايف و خاصة العائلة الكريمة أهل الحاج الشيخ متمثلة في الأخ الأكبر لهم سيادة النائب محمد غلام ولد الحاج الشيخ و باقي أفراد العائلة و أهل الشيخ ولد دهمد عامة و أهل أحمد جدو أخواله الذين يحبهم كثيرا، دون أن ننسى تعزية زملائه و أقرانه في الطفولة و الدراسة بحي ولد نافع و ميمين ولد سيدي عبد الله و التقي ولد دهمد و غيرهم، راجيا من المولى عز وجل أن يلهم الجميع الصبر و السلوان و أن يسكن الفقيد أعالي الجنان إنه ولي ذلك و القادر عليه و إنا لله و إنا إليه راجعون..
أحمد ولد محمد