خلفيات إقالة وزيرالخارجية الموريتاني المفاجئة.. وحفل توديع أطر الخارجية للوزيرة بنت إمبارك !!

جمعة, 06/22/2018 - 10:54

الحقيقة – أنواكشوط - خصص المدراء المركزيون وكبار المستشارين وكافة الأطر والموظفين بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون حفل توديع لافت للوزيرة خديجة منت امبارك فال الوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية المكلفة بالشؤون المغاربية والافريقية والموريتانية بالخارج سابقا ، لحظة مغادرتها لمباني وزارة الخارجية  الحكومية لها بتعينها  بعد تعيينها وزيرة للتجارة والصناعة والسياحة،في التعديل الوزاري الأخير الذي ألغى وزراتها وضمها لنفس وزارة الخارجية التي تولى حقيبتها المبعوث الاممي السابق الى اليمن ، اسماعيل ولد الشيخ أحمد خلفا للدكتور إسلكو ولد إزيد بيه الذي أعفي من مهامه بطريقة مفاجئة تطرح أكثر من سؤال ، خاصة أن إقالته تأتي قبل أقل من أسبوعين من إنعقاد أول قمة إفريقية تستضيفها موريتانيا

 

وحسب بعض المعلومات فإن خلافات حادة بين الوزير الأول المهندس يحي ولد حدمين والدكتور ولد إزيد، بيه جعلت الأخير يطلب من الرئيس محمد ولد عبد العزيز إعفاءه من مهامه، لأنه لا يستطيع متابعة ترتيبات القمة الافريقية في ظل التدخلات المستفزة للوزير الأول ، وهو ما جعل الرئيس يستجيب لطلبه واعدا إياه بمنصب سام بعيد القمة الافريقية ، لكن بعض المصادر تؤكد “للصدى” أن هذه المعلومات عكسية تماما وأن الوزير الأول هو من عصف بالوزير ولد إزيد بيه ، وأشار على الرئيس بضرورة إقالته قبل القمة ، مؤكدا استحالة إنسجامه مع كبار معاونيه في الوزارة ، ومستعرضا له بعض هفواته مع الدبلوماسين وشركاء التنمية ، والتي من آخرها لقاءه قبل أسابيع مع بعثة من الاتحاد الأوربي ، استقبلها بطريقة غير لائقة ، خاصة أنه حاول أمام أعينهم منع مرافقهم  عبد الله ولد كبد سفير موريتانيا في بروكسل من حضور الاجتماع ، لكن السفير فرض الدخول بعد أن حدثت مشاداة غير لائقة على مرآى ومسمع الوفد الأوروبي ، الأمر الذي أزعج أطر الوزارة ، وأثار استغراب الأوروبين ، خاصة أنه من غير الطبيعي عرفيا ولا ابروتوكوليا أن يستقبل الوزير الوفد الأوربي ويبقي سفير موريتانيا ينتظر خارج القاعة ، وعن مثل هذه الحالات يتحدث أطر وزارة الخارجية عن عشرات الحالات المماثلة من تعاطي ولد إزيد بيه الاستفزازي مع كبار معاونيه وسفراء الجمهورية لدى الدول الصديقة والشقيقة لموريتانيا

 

لكن أخطر ما في جلسة الوزير ولد إزيد بيه مع البرلمانيين الاوروبين هو أنه انتقد سياسات الاتحاد الاوربي اتجاه موريتانيا بأسلوب يفتقر للحصافة الدبلوماسية ، كما هاجم أحد أعضاء البرلمان الأوربي لانتقاده للنظام بطريقة عنيفة ، الأمر الذي جعل أحد الاوربيين يقاطعه طالبا منه التوقف عن انتقاد زميله بهذه الطريقة لانه غير موجود كي يدافع عن نفسه.

 

وحسب معلومات استقتها الصدى من مصادر خاصة فإن جلسة تصريف الأعمال بين ولد إزيد بيه  و خلفه ولد الشيخ أحمد لم تدم أكثر من عشر دقائق ، ولم يكن ولد إزيد بيه في مزاج جيد ، كما أنه فضل الحضور للوزارة ومغادرتها في سيارة شخصية ، بدلا من سيارة الوزير التي من الطبيعي أن تحضره وتعيده للبيت حسب العرف الإبروتكولي الطبيعي ، وحسب مصادر  “الصدى” فالوزير ولد إزيد بيه هو الذي فضل الحضور والمغادرة في سيارة شخصية ، كما أنه لم يجتمع بأطر الوزارة مع خلفه كما تقضي الاعراف في مثل هذه الحالات.

 

ويرى بعض أطر الخارجية أن الدكتور ولد إزيد بيه يحظى بشخصية قوية و”كارزيما” جيدة فضلا عن كونه شخصية أكاديمية مرموقة ، لكن مشكلته الكبرى في النظرة الاستعلائية للآخرين ، خاصة فريق عمله ومعاونيه .

 

وحسب مصدر خاص يعتبر معالي الوزير ولد إزيد بيه أبيه أن أغلب أطر الوزراة يدعمون الوزيرة المنتدبة منت امبارك ضده ، تغذية للصراع المرير بينهما والذي ساد كثيرا من الوقت وألقى بسلبياته الكثيرة على مجريات الأمور في الوزارة وعطل الكثير من المصالح ، وتفيد المعلومات أنه بذل قصارى جهده لتقويض الثقة في غريمته منت امبارك لدى الرئيس ، لكن ولد عبد العزيز ظل يرد عليه بكلمة واحدة اترك لها شغلها ،و لا تتدخل لها، ومارس مهامك بعيدا عنها ، ويأتي التعديل الوزاري الأخير حاملا رسالة قوية وواضحة حيث ، كلفت منت امبارك بإحدى أهم الحقائب الوزارية المرتبطة بتنمية الاقتصاد الوطني ، ، الأمر الذي يعني تجديد وتأكيد الثقة الحكومية فيها ، فيما وجد ولد إزيد بيه نفسه خارج الحكومة مع بداية العد التنازلي لانعقاد القمة الافريقية ، وهو ما يعني أن إقالته لم تعد قابلة للتأجيل لأسباب ربما لم تكشف بعد للرأي  العام

 

ولعل حفل التوديع الذي نظمه منتسبوا وزارة الخارجية بمختلف تسمياتهم ورتبهم الوظيفية للوزيرة منت أمبارك ، يحمل في دلالاته طبيعة تعاطي الوزيرين ولد إزيد بيه ومنت إمبارك مع عمال الوزراة.