الحقيقة – أنواكشوط - تتفاوت الدول في أحجامها السياسية و الاقتصادية و طبيعتها و رقعها الجغرافية، ولن أقارن موريتانيا بدول متقدمة عليها لدواعي عاطفية تمنعني التجرد، وفقا لذلك يتفاوت القادة و رجال السياسة عادة، لكن وزير الخارجية الموريتاني السابق كسر القاعدة و برهن على انتماء بلادنا للعالم الأول دبلوماسيا رغم كونها من الثالث في مستويات أخرى.
الدكتور الذي حقق نجاحات شاهدة إقليميا و قاريا و دوليا، بهر الجميع محليا ففي أروقة الوزارة ترى تجديدا و ضخا لدماء شابة و بدرجات علمية و كفاءات مهنية مطلوبة، ما تجلى في التسميات المتتالية التي كانت في غالبيتها من خريجي المدرسة الوطنية للإدارة و الصحافة و القضاء، كما فعل نصوصا قانونية تتيح الفرصة للجميع من خلال التناوب و شكل لجان انتقاء انتهاجا للشفافية.
لقد كان رئيس الجمهورية موفقا في اختيار شخصية علمية فذة، مؤهلة لتمثيل بلادها أحسن تمثيل، جعلت موريتانيا شريكا محترما لدول عظمى، و هو ما لم يتحقق لدول كثيرة ذات إمكانات كبيرة و تمسك بأوراق سياسية بالغة الأهمية.
الرياضي الذي جرب في أكثر من قطاع و برهن على : أمانته و تفانيه، مهنيته و رقيه في التعاطي، مسؤوليته النابعة من : ثقافته الأصيلة، تعدد المناهل و تراكم الخبرات، الإلمام بالثقافات و الحضارات، تمكن من تحقيق النجاحات الدبلوماسية التي لم يتوقعها أكثر المتفائلين، مخترقا الجدار بين العالمين الثالث و الأول، حاملا موريتانيا و هو ابنها البار الذي قارع أفاضل السياسيين، مسلحا بمعارفه الغزيرة و قوة منطقه و حججه الحاضرة، بلغته الفصيحة الغنية بالمعاني و المفاهيم التي تبرهن على شمولية التفكير و علمية المنهج و بالتالي صحة الاستدلال.
سيذكر التاريخ اسما كان له فضل اقتناص فرص أشبه بالظواهر الفلكية النادرة الحدوث، شكرا لمن منحنا بهجة الوقوف وقفة الند و جعل موريتانيا تتردد على ملايين الشفاه و الصفحات التي لم تألف نطقها أو رسمها سابقا.
خلاصة القول : إن كان من حسن حظ القائد الإسلامي الكبير صلاح الدين الأيوبي أن ساق إليه القدر وزيرا من طينة القاضي الفاضل، ساعده كثيرا بعلمه على دحر الأعداء و توطيد حكمه، فإن التاريخ سيتحدث عن وزير لرئيس الجمهورية هو الدكتور إسلكو ولد أحمد إيزيد بيه.
المهندس خالد ولد اخطور