السفير التونسي في موريتانيا يكتب مقالا هاما

أحد, 11/04/2018 - 17:37

اكد سعادة السفير التونسي في موريتانيا السيد عبد القادر الساحلي على تميز العلاقات التونسية الموريتانية بالعراقة والتجذر، معيدا الى الاذهان ان تونس كانت البلد الاول الذي اعترف باستقلال موريتانيا وساندها في جميع المحافل الدولية.
واضاف سعادة السفير في مقال بمناسبة احتضان نواكشوط لاجتماعات الدورة ال 18 للجنة العليا المشتركة الموريتانية التونسية للتعاون ،توصلت الوكالة الموريتانية للانباء بنسخة منه ،ان العلاقات التونسية الموريتانية تشكل مثالا يحتذى به، وذلك من خلال التشاور المستمر واللقاءات الدائمة بين مسؤولي البلدين.

وفيما يلي نص المقال:

"تنعقد خلال الفترة من 04 الى 06 نوفمير 2018، بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، اجتماعات اللجنة العليا المشتركة التونسية الموريتانية، وبهذه المناسبة يقوم السيد يوسف الشاهد رئيس الحكومة التونسية، يومي 05 و 06 من هذا الشهر بزيارة عمل الى موريتانيا للاشراف مع اخيه السيد محمد سالم ولد البشير الوزير الاول الموريتاني، على اشغال اللجنة العليا وافتتاح ملتقى لرجال الاعمال التونسيين الموريتانيين. 
وتتميز العلاقات التونسية الموريتانية بالعراقة والتجذر، وتقوم على عدّة ابعاد ومجالات منها السياسي، لا سيما وان تونس البلد الاول الذي اعترف باستقلال موريتانيا وساندها في جميع المحافل الدولية، والاقتصادي والتجاري، فقد تمّ تركيز عدّة مؤسسات ثنائية تونسية موريتانية اضافة الى عديد الاستثمارات التونسية الخاصة، والتعليمي والثقافي، فتونس تستقبل سنويا عدد هام من الطلبة الموريتانيين للدراسة بالجامعات التونسية، وتوفد عديد الاساتذة من التعليم العالي والتكوين المهني في اطار التعاون الفني للتدريس بالمؤسسات التعليمية والجامعية الموريتانية. كما تعتمد موريتانيا على الكفاءات التونسية لنقل التجارب التونسية في عديد المجالات.
فعلى المستوى السياسي، تمثل العلاقات التونسية الموريتانية مثالا يحتذى به، وذلك من خلال التشاور المستمر واللقاءات الدائمة بين مسؤولي البلدين وآخرها لقاء السادة وزراء خارجية البلدين بنواكشوط خلال شهر جويلية 2018، فهناك تطابق في وجهات نظر البلدين في جلّ القضايا الاقليمية والدولية. كما لتونس عديد الاتفاقيات الممضاة مع موريتانيا في كل المجالات ويتمّ تحيينها باستمرار وبصفة دورية. ومنذ الدورة الفارطة التي عقدت خلال شهر ديسمبر 2017، اجتمعت عديد لجان المتابعة واللجان الفنية في شتى المجالات. ومن المنتظر كذلك ان تجتمع على هامش هذه الدورة 18، بقية اللجان الفنية ولجان المتابعة في التعليم العالي والبحث العلمي، والسياحة، والادارة الجهوية والمحلية والبيئة.
على المستوى الاقتصادي، تشهد المبادلات التجارية التونسية الموريتانية تطورا هاما، وقد قدّرت هذه المبادلات خلال سنة 2017 بحوالي 60 مليون دولار ، وذلك بزيادة تقدّر بعشرين بالمائة مقارنة بسنة 2016، وتمثل الادوية والتمور والمواد الصناعية والغذائية ابرز الصادرات التونسية الى موريتانيا. لكن هذا الرقم لا يمثل حقيقة المبادلات الثنائية، لا سيما وأن قطاع الخدمات غير المرقّم، يمثل ركيزة هامة في التعاون الاقتصادي الثنائي. فهناك العديد من شركات الخدمات التونسية ذات قيمة مضافة عالية، على غرار الاعلامية والاتصالات والمحاسبة والهندسة والدراسات، والتي لها وجود مهمّ في سوق الخدمات بموريتانيا. فجل الاعمال الهندسية والمنظومات الاعلامية والمعلوماتية لدى المؤسسات البنكية والمالية الموريتانية يتمّ اعدادها وتطويرها من طرف شركات تونسية. كما ان هناك العديد من المستثمرين والشركات التونسية المقيمة في موريتانيا ولها رصيد هام من المصداقية داخل السوق الموريتانية. 
ففي مجال التعليم العالي، تستقبل بلادنا ما يزيد عن 200 طالب موريتاني سنويا، نصفهم ممنوحين من الحكومة التونسية، للدراسة بالجامعات التونسية، ويتمّ فتح سنويا مركز امتحان بمقر السفارة التونسية بنواكشوط لفائدة الطلبة الموريتانيين لاجتياز المناظرة الوطنية للدخول الى مدارس تكوين المهندسين بتونس. وتستقبل جامعة نواكشوط العصرية سنويا ما يقارب 15 طالبا تونسيا جلهم يدرسون في كلية الطب.
وتساهم الاطارات التونسية وخاصة منهم الاساتذة الجامعيين في ارساء منظومة جامعية متطورة لدى مؤسسات التعليم العالي الموريتانية، فقد تمّ انتداب عدد هام من الاستذة المبرّزين ومدراء اقسام بصفة دائمة للتدريس بالمدرسة العليا للتقنيات بموريتانيا، اضافة الى عدد آخر من الاساتذة الزائرين الذين يدرّسون بكلية الطب بنواكشوط. كما سيتم خلال السنة الجامعية 2018/2019 انتداب مجموعة من الاساتذة الجامعيين للتدريس بمدرسة "Polytechnique" الموريتانية. 
كما يمثل القطاع الصحي مجال هام في التعاون الثنائي، وتعتبر بلادنا الوجهة الاستشفائية الاولى المحبّذة من طرف الموريتانيين، حيث تستقبل المصحات التونسية العديد من المرضى الموريتانيين وعائلاتهم للمداواة والسياحة. كما ان هناك حركية هامة بين الاطباء الموريتانيين ونظرائهم التونسيين الذي يشاركون في الملتقيات المختصة في كلا البلدين.
ونظرا للخبرة التي تمتلكها بلادنا في مجال ارساء منظومة التكوين المهني، فقد طلب الجانب الموريتاني الاستفادة من هذه التجربة لبعث مراكز تكوين مهني، وعبّر عن رغبته في انتداب مكوّنين و مسؤولين عن المراكز.
وبالتعاون مع المنظمات المختصّة لدى الامم المتحدة، فقد تمّ ارساء تعاون ثلاثي بين المعهد الاعلى للقضاء بتونس ووزارة العدل الموريتانية، لتأمين دورات تكوينية لفائدة قضاة وكتاب محاكم موريتانيين بتونس، علما وأن اوّل دفعة من القضاة الموريتانيين قد درست بتونس خلال سنة 1960. كما يعمل البريد التونسي على انجاز مشروع منصة الدفع الالكتروني بواسطة الهاتف الجوال لفائدة البريد الموريتاني، بتمويل من البنك الاسلامي للتنمية. وتعتبر هذه التجارب نموذجية في التعاون الثلاثي لتنمية القدرات الموريتانية والاستفادة من الكفاءات التونسية.
كما يشهد التعاون التونسي الموريتاني تطورا ملحوظا في مجالات اخرى كالاسكان، والعمران، والنقل الجوي، والادارة، والثقافة، والشباب، والرياضة، والبيئة. 
وبامضاء الاتفاقيات التي تمّ اعدادها في عديد المجالات بين تونس وموريتانيا، خلال الدورة 18 للجنة العليا المشتركة التونسية الموريتانية، التي ستنعقد خلال هذه الفترة، وتفعيلها من كلا الطرفين، ستكون هناك نقلة نوعية في العلاقات الثنائية على جميع المستويات وذلك نظرا للارادة السياسية الحكيمة والصادقة لقيادتي